قالت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، اليوم السبت، إنّ القادة الروس لم يتوقعوا عندما لبوا طلب الدولة السوريّة في مواجهة الإرهاب، أن يستمر التدخل العسكري في سوريا لسنوات طويلة، إذ كان الحديث عن عمليات عسكرية محدودة لأشهر، لكن سرعان ما أصبحت سوريا لاحقاً واحدة من أولويّات التحرّكات الروسية على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.
وأضافت الصحيفة في تقرير بمناسبة مرور سبع سنوات على التدخل العسكري الروسي في سوريا، أن “موسكو عبرت من البوابة السوريّة نحو إعادة ترتيب حضورها الدولي والإقليمي على أسس جديدة، مغايرة لتلك التّي انتهجها الرئيس السابق ديمتري مدفيديف، الذي تغاضى عن الهجوم الأطلسي على ليبيا، إذ تحول هذا الملف بكل تداعياته لاحقاً إلى مناسبة دائمة للتذكير الروسي بأن موسكو “لن تقبل أن تُخدع مرتين”.
وعدّت الصحيفة بأن روسيا ذهبت إلى سوريا بعدما حصلت على صفقة مهمة في عام 2015، منحتها وجوداً عسكرياً دائماً في البحر المتوسط، بداية عبر قاعدة “حميميم” الجويّة، ثم قاعدة “طرطوس” البحريّة.
وأوضحت الصحيفة أن الحرب الأوكرانية أظهرت في وقتٍ لاحق كيف اكتسب الوجود العسكري في سوريا “أهمية مضاعفة” على خلفية المواجهة الحالية بين روسيا والغرب، عندما تحدثت موسكو عن تحوّل مهام قواعدها في سوريا لتولي مهام لا ترتبط بالعمليات الجارية داخل سوريا، وإدراج الحضور الروسي في طرطوس ضمن “العقيدة البحريّة” الجديدة التّي أقرّها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً.
وعلى الصّعيد الدبلوماسي، لفتت الصحيفة إلى أن “موسكو نجحت خلال السنوات السبع الماضية في تفكيك القرارات والآليات الدولية، انطلاقاً من شل قدرات مجلس الأمن على تحويل الملف السوري إلى البند السابع ومنع أي محاولة للتدخل الدولي لا بالشكل العسكري ولا حتى عبر ملف المساعدات الإنسانية التي عملت موسكو على تقويض مجالاتها، حتى غدت محصورة بمعبرٍ واحد يمر بباب الهوى ويخضع كل ستة أشهر لمفاوضات من أجل تجديد ولايته”.
وبيّنت الصحيفة أنه من بين المكاسب الروسيّة خلال السنوات السبع الماضية، هو ضبط التّحركات التّركية، وتحويل أنقرة إلى شريك في عملية آستانة والتوصل إلى تفاهمات مع الجانب التركي في أصعب اللحظات.
وختّمت الصحيفة تقريرها بأن “موسكو أتاحت التّوصل إلى الاتفاق على إصدار قرار مجلس الأمن 2234، وإطلاق مجموعة آستانة التّي تعد من بين النتائج الأساسية الإيجابية، إذ أرست نظام التهدئة في سوريا.
أثر برس