نفى رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” صالح مسلم، ارتباط حزبه “عضوياً أو تنظيمياً” بـ”حزب العمال الكردستاني” المصنّف إرهابياً في تركيا، لكنه أقر بوجود فلسفة مشتركة تجمع بينهما.
وأضاف مسلم في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: أن “حزب العمال ليس إرهابياً، وإنما تم وضعه على قائمة الإرهاب بناءً على مطالب وضغوط تركية”، مشيراً إلى أن “إلحاق حزب “الاتحاد” بـ”حزب العمال”، هدفه جعله إرهابياً، تمهيداً لشن الحرب عليه”.
وكشف مسلم عن “عقد اجتماعات ولقاءات سريّة عدة مع أغلب قادة “الائتلاف” المعارض، إذ تم بحث انضمام حزب “الاتحاد” لـ “الائتلاف”، لكنهم رفضوا بذريعة أن تركيا سترفض مشاركتنا”.
وعن التقارب بين دمشق وأنقرة، عدّه مسلم بأنه “ أشبه بالزواج القسري، وأن الأطراف التي تسعى لإتمام هذا الزواج سواء كانت روسيا أو إيران، تعلم وتدرك أنه لن يدوم، ومصيره الحتمي الطلاق بسبب التناقضات الكبيرة بين دمشق وأنقرة”، موضحاً في الوقت نفسه أنه “إذا كان هذا التقارب يحقق الحل السياسي فهو مرحَّب به، وإذا وضع حداً لهذه الحرب فهو مرحَّب به”.
وقال رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي”: إنّ “ قسد لم تعقد أي اجتماعات مع مسؤولي الحكومة السوريّة منذ قرابة عامين، باستثناء اللقاءات العسكرية والأمنية المباشرة التّي تمت بين الجانبين برعاية القوات الروسية”.
وبخصوص الخلافات بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” و “المجلس الوطني الكردي”، أكد مسلم أن “ السبب هو عدم اعترافهم بحماية “الأسايش” لمناطق “الإدارة الذاتية”، كما أنهم لا يعترفون بمؤسسات “الإدارة الذاتية” وقوانينها وهيكليتها الإدارية”، متهماً المجلس بـ “عرقلة الحوارات بين الأحزاب الكردية، لأنه موجود في الحضن التركي”.
ويعد “حزب الاتحاد الديمقراطي”، المدعوم أمريكياً، نسخة من “حزب العمال الكردستاني”، والمصنّف لدى العديد من الدول في خانة التنظيمات الإرهابيّة، وتشكّل “الوحدات الكردية” ذراعه العسكرية، التّي تمثل الثقل الرئيسي في “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.
ويشير محللون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على التّوصل إلى اتفاق بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذّي يقود “الإدارة الذاتية”، و”المجلس الوطني الكردي” المدعوم تركيّاً، بهدف تحصين وجودها في المناطق التي تسيطر عليها شرق وشمال شرقي سوريا.
إذ أوكلت هذه المهمّة إلى مبعوثها الجديد “نيكولاس جرانجر”، الذّي تم تعيينه في نهاية آب الماضي، خلّفاً للمبعوث الأمريكي السابق “ماثيو بيرل”، بعد أن فشلت المساعي الأمريكية في الأشهر الماضية في توفير المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات، على الرغم من إجراء المبعوث الأمريكي ماثيو بيرل لقاءات عديدة مع “قسد” و”المجلس الوطني الكردي” و”أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” بهدف استئناف المفاوضات الكردية المتعسرة منذ نهاية عام 2020.
أثر برس