عدّ “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دخل في لعبة التطبيع الدولي المحفوفة بالمخاطر، بعد أن أصبحت الانتخابات التركية على المحك.
وقال المعهد في تقرير له: إنّ “مبدأ تحسين السياسة الخارجية الفوضوية المعتمدة في تركيا، يأتي في الوقت الذي يبدو أن الخط الفاصل بين السياسة المحلية والخارجية التركيّة أصبح رفيعاً للغاية ويكاد يتعذر تمييزه”.
وأضاف التقرير: أن “ربط المجالين المحلي والدولي بات ركناً أساسياً في حملة الرئيس رجب طيب أردوغان لإعادة انتخابه، وذلك على أمل أن يوافق الناخبون الأتراك على تلك العلاقات الاقتصادية والحلول المرتبطة الهجرة، انطلاقاً من الفوائد المالية التي ستعود على الاقتصاد التركي المتعثر”.
وعن التقارب التركي مع سوريا، أوضح التقرير،أن “إصلاح العلاقات مع سوريا أكثر تعقيداً، من إعادة علاقات أنقرة مع السعودية والإمارات، ولكن يترتب على هذه العملية حسابات انتخابية على نطاق أوسع بكثير، فأردوغان يعتبر أنه من خلال إبرام اتفاق مع الرئيس الأسد، بإمكانه إطلاق عملية ترمي إلى إعادة 4 ملايين سوري يعيشون في تركيا إلى بلادهم”.
ويرى “معهد واشنطن” أن “القواعد الشعبية التقليدية الداعمة لأردوغان تطالبه بأن يرحّل المهاجرين، وهذا مايجعله يسعى إلى إيجاد حل بسرعة، والانطلاق إلى مبادرة أحادية لحل خلافات قائمة منذ فترة طويلة مع الدولة السوريّة”.
وبيّن تقرير المعهد أن المسؤولين الأتراك يدعون على نحو متكرر بضرورة أن يتحقق التواصل التركي – السوري على أعلى المستويات، وفي هذا الصدد يرجّح تقرير المعهد، بأن أردوغان قادر على التوصل إلى اتفاق من خلال التواصل مع الرئيس بشار الأسد بشكل مباشر”.
وأكد المعهد في تقريره، أن “الوقائع الأخيرة تمّ الكشف عنها خلال الاجتماع بين رئيس الاستخبارات التركية ونظيره السوري، إذ تردد أنهما تبادلا قائمة مطالب أولية”، مشيراً إلى “الدور الروسي في الوساطة، بين أنقرة ودمشق بما أن المصالحة بينهما تخدم مصالح الكرملين”.
ويشير التقرير إلى أن “مساعي أردوغان الدبلوماسية لم تترك أثراً يذكر على التوقعات الانتخابية، إذ إن الناخبين الأتراك إما غير مهتمين بهذه العملية أو غير مقتنعين بنتائجها، بما أن إعادة تأهيل الاقتصاد لم تتبلور بعد”.
وختم المعهد تقريره قائلاً: “ إن أردوغان سيلعب الآن ورقته الأخيرة مع سوريا، بما أنه من المتوقع أن يحدث الوعد بإعادة المهاجرين تغييرات مهمة في استطلاعات الرأي إن تمّ التوصل إلى اتفاق قبل فصل الصيف”، مشيراً إلى أنه “بغض النظر عما إذا كانت استراتيجية أردوغان ستؤمن له الفوز في الانتخابات من جديد، فإن تسييس السياسة الخارجية لعبة خطيرة تنطوي على عدد لا يحصى من الاحتمالات الضبابية”.
أثر برس