خاص ||أثر برس مع اقتراب فصل الشتاء، بدأ المزارعون -خاصة الزراعات المحمية- يعدّون العدة باكراً تحسباً لأي موجات صقيع أو تنانين بحرية، قد تعصف فجأة وترخي بثقل أضرارها على محاصيلهم، خاصة أن الشتاء الماضي شهد موجات صقيع وسيول وتنانين بحرية تسببت باقتلاع المئات من البيوت البلاستيكية في الساحل السوري.
وتعد الزراعات المحمية من أهم الأنشطة الزراعية التي يعتمد عليها الفلاحون في الساحل السوري بالرغم من وجود صعوبات تواجه المزارعين ومنها ارتفاع التكاليف لكل من المادة العضوية وشرائح النايلون والبذار والمبيدات والحراثة والخدمة.
وفق الإمكانيات المتاحة ووسائل الوقاية التقليدية المتوفرة، يحصّن مزارعون في ريف جبلة بيوتهم البلاستيكية، إذ يقول المزارع أبو شادي لـ”أثر”: حرّصت هذا العام على زيادة كمية التراب على أطراف البيت البلاستيكي لتثبيت شرائح النايلون وزيادة مقاومتها للرياح القوية، وأضاف: “أعتمد على تفادي أضرار الصقيع رغم أنها في بعض الأحيان غير ناجعة، كرش رذاذ المياه طوال فترة الليل على شرائح النايلون التي تغطي البيوت البلاستيكية”، مدللاً بأن توقف عملية رش رذاذ المياه لنصف ساعة فقط في جو صقيع يؤدي إلى تضرر المحصول.
بدوره، يؤكد المزارع أبو محمد عدم جدوى طريقة رذاذ المياه في حال غياب الكهرباء؛ لأن عملية الضخ تتطلب التغذية الكهربائية على مدار الساعة لتشغيل المضخات، وبسبب عدم توفر الكهرباء يضطر المزارع لتشغيل مولدات كهربائية، الأمر الذي يتطلب شراء المازوت بالسعر الحر وتكبّد أعباء مالية باهظة لا يستطيع المزارع تعويضها مهما زاد من سعر المحاصيل الزراعية.
“لا حلول وقائية مع العوامل الجوية السيئة كالعواصف والصقيع والتنانين البحرية”، بهذه الجملة يختصر المزارع أيمن السبب وراء عدم قيامه بأي اجراءات احترازية “زيادة” عن السنوات السابقة، مضيفاً: عواصف مع أمطار غزيرة ستتسبب بتمزّق شرائح النايلون مهما كانت متينة ومهما بالغنا بتثبيتها، مضيفاً: العام الماضي اشتريت شريحة النايلون الواحدة بسعر 200 ألف ل.س بعد أن أقنعني البائع بأنها أكثر متانة وجودة من غيرها، وعند أول عاصفة تمزقت كغيرها من الشرائح الأخرى.
من جهته، أشار المزارع عبد الله إلى أن مزارعي البيوت المحمية يتكبدون مصاريف كبيرة خلال فصل الشتاء كتجهيز البرك لإسالة المياه في حال حدوث الصقيع، وشراء مواد المحروقات بأسعار مرتفعة كالبنزين والمازوت لتشغيل مضخات المياه، أو مولدات الطاقة الكهربائية.
وأوضح أن حدوث عاصفة أو موجة صقيع مفاجأة يمكن أن تقضي على المحصول بكامله، والتّي تقدّر تكلفة زراعته 3 مليون ليرة، موزعة بين شتول وأسمدة وتعقيم وأدوية وحراثة وشرائح نايلون.
وطالب المزارعون عبر “أثر” بزيادة نسبة تعويض الأضرار المقررة من قِبل صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، تحسباً لأي خسائر يمكن أن تحدث خلال الموسم الزراعي الحالي، مشيرين إلى أنّ خسائر المزارعين المتلاحقة خلال الأعوام الماضية جعلتهم متخوفين من حدوث خسائر أخرى ومتعاقبة.
بدوره قال المهندس زاهر فويتي، مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية في مديرية زراعة اللاذقية لـ”أثر”: “تم تعويض 100 مزارع متضرر خلال العام الماضي، ممن استوفوا شروط التعويض، وبلغت قيمة التعويض 40 مليون ل.س”.
وبيّن فويتي أن التعويض يشمل الإنتاج فقط بنسبة تتراوح بين 5-10% من تكلفة الإنتاج حسب نسبة الضرر، والتي تُقسم إلى ثلاث شرائح، مدللاً أنه عندما تكون نسبة الضرر بين 51-69% للإنتاج يتم التعويض ب 5% من تكلفة الإنتاج، وعندما تكون نسبة الضرر بين 70-89% يتم التعويض بـ7% من تكلفة الإنتاج، أما الشريحة الثالثة فتحصل على تعويض بنسبة 10% من تكلفة الإنتاج عندما تكون نسبة الضرر بين 90-100% في الإنتاج.
وأكد فويتي أنه بإمكان مزارعي البيوت المحمية التأمين على بيوتهم البلاستيكية ومزروعاتها، عبر مشروع التأمين الزراعي للزراعات المحمية، الذّي أطلقته المؤسسة العامة السورية للتأمين للتعويض عن الأضرار الناتجة عن مختلف الكوارث الطبيعية، بما يحقق الاستقرار في العملية الزراعية، ويخفف المخاطر المرافقة للعمل بالقطاع الزراعي.
وأشار فويتي إلى أنه يجب على المزارع الراغب بالتأمين، تقديم صورة عن التنظيم الزراعي مبيّناً عليها عدد البيوت البلاستيكية المرخصة أصولاً من قِبل مديرية الزراعة، بالإضافة لمبلغ يتوجب على المؤمن تسديده للبيت البلاستيكي الواحد سنوياً.
وفيما يتعلق بالأخطار المؤمن عليها حسب فويتي، تشمل البرد ووزن الثلج والصقيع والعاصفة والزوبعة والتنين البحري والانهيارات الأرضية والفيضانات.
باسل يوسف – اللاذقية