نقلت وكالة “رويترز” عن مصادرها أن وفداً من “حركة حماس” سيزور سوريا هذا الشهر، وذلك بعد أن يختتم الوفد زيارته في العاشر من تشرين الأول الجاري إلى الجزائر لبحث المصالحة مع حركة “فتح” التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبحسب الوكالة فإن الأنباء عن هذه الزيارة، متضاربة مشيرة إلى أن مصدراً ثانياً، وهو مسؤول فلسطيني نفى أن تكون هناك زيارة مخططة، على حين أحجم مسؤولون من “حماس” في قطاع غزة عن التعليق، وتدير حركة “حماس” القطاع منذ 2007، ولم يصدر تعليق بعد من الحكومة السورية.
في منتصف أيلول الفائت أصدرت حركة “حماس” بياناً وُصف بأنه “اعتذارياً” أعلنت فيه استئناف علاقتها مع الدولة السورية، معربة عن أملها باستعادة سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، ودعمها كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها، ولم يُقابل إعلان حماس بأي تعليق حكومي رسمي من دمشق، وأشار حينها أستاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبد الله، في حديث لـ “أثر” إلى أن “سوريا تمر حالياً بمرحلة يمكن لها استيعاب الحركة ضمن محور المقاومة على الرغم من مواقفها السابقة، معتقداً في الوقت ذاته أنّ ذلك لن يكون بالتأكيد كما كانت علاقتها معها بالماضي، ودمشق ربما تطلب أكثر من الاعتذار”، مشيراً إلى أنّ دمشق في أوج خلافاتها مع حماس، لم تقطع الدعم عنها، إذ قدمت لها عن طريق الحرس الثوري الإيراني صواريخ كورنيت “Cornet”.
إعلان “حماس” عن نيتها بإعادة علاقتها مع الدولة السورية، جاء بعد ما يزيد على 10 سنوات من القطيعة والمواقف المعارضة للدولة السورية، على حين أكدت التحليلات أخيراً أن موقف “حماس” الجديد مرتبط بالتطورات الإقليمية والتحركات العربية والدولية إزاء سوريا، كما أشارت بعض التحليلات إلى أن الانطلاقة الجديدة التي تبحث عنها “حماس” بدأتها من روسيا، التي تحتفظ بعلاقات متقدمة مع سوريا وإيران ودول أخرى، هذا يظهر رغبة لدى الحركة في تأسيس نهج جديد براغماتي، متخلصة ما أمكن من إرث قديم مثّلت معه حركة الإخوان المسلمين التي فشل مشروعها في الشرق الأوسط.