بدأ الكشف عن نتائج وتبعات عملية التفجير التي استهدفت جسر القرم صباح اليوم السبت، نتيجة انفجار شاحنة على جسر “كيرتش” الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وهذا أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير فوق الجسر.
ووفقاً لما نشرته الخدمة الصحفية لسكة حديد القرم، فإن النيران اشتعلت في خزان وقود في قطار شحن جراء انفجار شاحنة على الجسر أدى إلى اندلاع الحريق.
الانفجار تسبب بعرقلة حركة السير في شبه الجزيرة، ليتم الإعلان عن استئناف حركة السيارات جزئياً على جسر القرم.
ووفقاً لما نقلته قناة “سكاي نيوز” فإن لجنة تحقيق روسية أعلنت عن العثور على 3 قتلى حتى الآن نتيجة الانفجار، مشيرة إلى أن الضحايا يُعتقد أنهم كانوا “ركّاب سيارة كانت بالقرب من الشاحنة التي انفجرت، وجرى بالفعل انتشال جثتين (رجل وامرأة) من المياه ويتم التحقق من هويتهما”.
فيما أشار خبراء روس مطلعون على مجريات التحقيق إلى أن التفجير تمّ عن بعد بواسطة مسيّرة أعطت أمر التفجير بالتزامن مع مرور قطار محمّل بصهاريج الوقود، إذ قال المدوّن المعروف يوري بودولياكا عبر قناته في “التلغرام”: “إن كاميرات المراقبة أوضحت الكثير من تفاصيل كارثة استهداف جسر شبه جزيرة القرم وفتحت معلومات الكاميرات باب الاحتمالات في اتجاه العمل التخريبي الإرهابي الموجّه؛ فالتفجير على ما يبدو _بحسب بودولياكا_ قد تمّ بواسطة شاحنة أو آلية مفخخة بعبوة كبيرة شديدة الانفجار وعالية الفعالية، بالتزامن مع مرور قطار محمل بصهاريج الوقود، وهذا أدى إلى اشتعال 7 صهاريج”.
وفي السياق ذاته، قدّر “الاتحاد الروسي” قيمة الأضرار بين 200 و500 مليون روبل (4 ملايين-10ملايين دولار).
وبما يتعلق بالجهة المسؤولة عن التفجير، نقلت وكالة رويترز عن مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، قوله: “إن تفجير جسر القرم هو البداية ويجب تدمير كل شيء غير شرعي”، وبدوره أكد رئيس مجلس القرم فلاديمير كونستانتينوف أن: “أوكرانيا وراء ما حدث والأضرار التي لحقت بجسر القرم سيتم إصلاحها على الفور”، وكذلك أكد الخبير العسكري، رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني، العقيد إيغور كوروتشينكو، أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بالمخططات الأوكرانية بضرب جسر شبه جزيرة القرم واستهدافه، لافتاً إلى أن أحد أهداف التفجير هو التحريض على ضربة روسية جوابية لأوكرانيا باستخدام سلاح نووي تكتيكي، مذكّراً بمقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في 6 تشرين أول اتهمت فيه كييف باغتيال داريا دوغين، إذ رأى عديد من الخبراء الخبر المنشور بمنزلة تحذير من واشنطن، إذ تستعد للقيام بعمل تخريبي جديد.
يحذر المراقبون من تحول شبه الجزيرة، التي تعد قاعدة خلفية لروسيا في مجهودها الحربي بأوكرانيا، إلى ميدان صراع مرة أخرى بين موسكو وكييف، ويشير الخبراء إلى تصاعد احتمالات اشتعال جبهة القرم، إذ نقلت “سكاي نيوز” عن الباحث والخبير الروسي تيمور دويدار، قوله: “الجسر المبني فوق مضيق كيرتش الذي يربط القرم بروسيا يتمتع برمزية بالغة بطبيعة الحال، والآن هو يحظى بأهمية عسكرية مضاعفة كونه حلقة الوصل بين المنطقة العسكرية الجنوبية للقوات الروسية مع القوات بشبه جزيرة القرم، وعلاوة على ذلك هو يتمتع بأهمية تجارية واقتصادية، إذ تضخ عبره استثمارات روسية هائلة، وهو قبل كل ذلك يشكل رمزاً لاستعادة الوحدة بين شبه الجزيرة والوطن الروسي الأم”، مشيراً إلى أنه في حال أقدمت كييف على تدمير الجسر تدميراً كاملاً فسيكون “رد الفعل الروسي مدمراً لدرجة استهداف القيادة الأوكرانية مباشرة، وهو ما تحاشته موسكو طيلة 7 أشهر منذ بدء عمليتها الخاصة في أوكرانيا”.