خاص|| أثر برس عاشت محافظة درعا على صفيح ساخن في الأيام الماضية، في ظل تصاعد التوتر الأمني في مدنها وأريافها، فلا يكاد يمضي يوم دون تسجيل حدث أمني أو حالة اغتيال أو مواجهة بين القوى الأمنية وخلايا مسلّحة مبعثرة ضمن قرى عدة في أرياف المحافظة.
وبدأت جولات التصعيد في المحافظة منذ بداية شهر تشرين الأول الجاري، إذ سُجلت 19 حالة اغتيال في الأيام الأربعة الأولى من الشهر، على حين جرت حالتا اشتباك بين القوى الأمنية وخلايا مسلحة، كان آخرها قبل ثلاثة أيام، إذ استهدفت مجموعة مسلحة دورية أمنية بالرشاشات، على الطريق الواصل بين مدينة درعا ومدخل بلدة اليادودة.
وأفادت مصادر لـ “أثر”،بأن “الاستهداف أدى إلى إصابة ضابط برتبة ملازم وإصابة المواطنة “عزيزة اسماعيل العقلة” برصاص المسلحين، في أثناء وجودها بالمكان لحظة الاعتداء على الدورية”.
وأضاف المصدر: “إن الدوريات الأمنية المشتركة توجهت إلى مكان الحادث واشتبكت مع المسلحين، وهذا أدى إلى استشهاد أحد عناصر القوات الأمنية، ووقوع إصابات في صفوف المسلّحين”.
وفي الرابع من تشرين الأول الحالي، حصلت المواجهة الثانية في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، في أثناء ملاحقة دورية أمنية مشتركة لمسلحين مطلوبين في البلدة، إذ أفاد مصدر لـ “أثر” حينها، بأن “الدورية تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المسلحين المطلوبين، وصادرت أسلحتهم الفردية بعد الاشتباك معهم”، مضيفاً: “إن الاشتباك أدى إلى استشهاد عنصر من الدورية وإصابة عنصرين آخرين”.
على حين، حاول المسلحون إثر ذلك استهداف أحد الحواجز الأمنية في البلدة بالرصاص، ليقوم عناصر الحاجز بالرد على مصادر النيران دون ورود أنباء عن تسجيل إصابات في تلك الحادثة.
وعن حالات الاغتيالات والجثث التي تلقى إلقاءً شبه يومي على الطرقات، فقد كان آخرها مقتل المدعو “أسامة عيد الزامل”، وهو عامل على بسطة لبيع المحروقات المهربة، بعد أن أطلق مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية النار عليه مباشرة في بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي، ولاذ المسلحان بالفرار لجهة مجهولة.
كما قُتل المدعو “اجريد مليحان الرحيل”، على الطريق الواصلة بين بلدة المليحة الغربية و المليحة الشرقية بريف درعا الشرقي، جراء قيام مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية باستهدافه، على حين سُجل مقتل المدعو “طارق محمد عسكر” بعد أن اعترضه مسلحون مجهولون، وهو يستقل دراجته النارية على طريق طفس _ العجمي بريف درعا الغربي، وأطلقوا النار عليه، وعثر الأهالي على جثة متفسخة مجهولة الهوية، عليها آثار طلقات نارية في منطقة الشياح جنوبي درعا البلد، ولم يتم التعرف عليها للتشوّه الكبير الذي أصابها.
ولم تغب حالة الفوضى عن المشهد، إذ نقلت مصادر محلية لـ “أثر” في الرابع من تشرين الأول الجاري، إشعال عشرة مسلحين ملثمين من مخيم درعا الإطارات المطاطية في محيط دوار ساحة بصرى المحاذية للمخيم بمدينة درعا، ألقوا الحجارة على دورية شرطيّة متمركزة قرب المكان.
وأضافت المصادر: “إن المسلحين أطلقوا طلقات نارية عدة من بنادق “كلاشنكوف” إطلاقاً عشوائياً في الهواء، اعتراضاً على توقيف شخصين من منطقة المخيم بقضايا جنائية، إذ تم أوقفهما فرع الأمن الجنائي بدرعا قبل يوم الحادثة.
ولفتت المصادر إلى أن المسلحين، لاذوا بالفرار إلى داخل مخيم درعا، بمجرد حضور الدوريات الأمنية المشتركة إلى مكان الحادث، على حين لم يسجّل وقوع أي إصابات.
فراس الأحمد – درعا