في الوقت الذي تشهد فيه الأيام القادمة، رجوع حركة “حماس” فعلياً إلى الدولة السوريّة، بزيارة مرتقبة لوفد يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن الحركة إلى دمشق، أكدت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، دعمها وتأييدها لعودة العلاقات بين سوريا وحركة “حماس” إلى “قاعدة المقاومة”.
وقال عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد في هذا الصدد: “نحن نحبذ ونؤيد أن تتم عودة العلاقة بين حركة حماس والدولة السورية، على أساس المقاومة واستمرار المقاومة وتوحيد صفوفنا لمواجهة إسرائيل”، مضيفاً: “الآن نحن سنكون جاهزين أيضاً لدعم وتأييد هذه الخطوة والمشاركة في أي اجتماع مقبل يمكن أن يحصل هنا إذا تمت دعوتنا له”، بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.
وحمّل فؤاد حركة “حماس” مسؤولية الأخطاء التي وقعت بها سابقاً فيما يتعلق بما جرى في سوريا، إذ أكد قائلاً: “إنّ عودة العلاقة بين الدولة السورية وحماس هي إظهار للحقائق كما هي، بأن حماس لم تكن محقة، وأن الدولة السورية قدمت لها إمكانات كبيرة على مختلف الصعد ومع الأسف الشديد جرى ما جرى”.
وأردف فؤاد: “الآن نقول يمكن أن تفتح صفحة جديدة وفق قاعدة ما يمكن أن يتفق عليه وهو في الجوهر المقاومة، والمقاومة تعني المقاومة في داخل الوطن والقائمة على أساس برنامج سياسي خلاصته أن نصل إلى التحرير وتحقيق أهداف شعبنا”.
وعن رؤية “الجبهة الشعبية” للخطوة السورية بقبول وجود ممثلين عن “حماس”، ضمن وفد فصائل المقاومة الفلسطينية الذي ستقبله قيادتها، على الرغم من كل ما قامت به الحركة عند اندلاع الأحداث في سوريا، أوضح فؤاد أنه “في لقاءات سابقة، أكد الرئيس بشار الأسد أن سوريا ودمشق أبوابها مفتوحة لكل من يقاوم الاحتلال من دون استثناء، وبالتالي هذه التطورات الآن لها علاقة بطبيعة الصراع الدائر على الصعيد الدولي والمحلي وليست بمعزل عن كل هذه التطورات”.
وسبق أن كشف موقع “ميدل آيست آي” البريطاني، أن حركة “حماس” بذلت جهوداً كبيرة بمساعدة حلفاء دمشق (إيران وحزب الله)، لاستعادة العلاقات مع الدولة السوريّة، التي اشترطت عليها شرطين قبل البدء بأي مفاوضات للتصالح معها وفتح مكاتبها مجدداً في دمشق.
إذ نقل موقع “ميدل آيست آي” البريطاني عن مصدر بارز في “حماس” قوله: ”إن الدولة السوريّة اشترطت على حماس تقديم اعتذار رسمي عن موقفها من الحرب في سوريا، بالإضافة إلى أنها أكدت عدم السماح لكبار القياديين فيها بدخول البلاد مرة أخرى وعلى رأسهم “خالد مشعل” رئيس المكتب السياسي السابق لحماس”.
وأشار المصدر إلى أن “حماس وافقت على إصدار بيان بشأن رجوعها إلى دمشق، على حين من المتوقع أن يزور وفد مؤلف من موسى أبو مرزوق وخليل الحية سوريا قريباً للتفاهم على التفاصيل”.
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، في حزيران الماضي، أن “قرار استئناف علاقة حماس مع سوريا ليس جديداً، واتُخذ في وقت سابق قبل ما يزيد على 10 أشهر، في ضوء تغييرات كثيرة، من بينها التغيير في قيادة “حماس”، في إشارة إلى صعود وسيطرة الجناح المتشدد القريب من سوريا وإيران في الدورتين الأخيرتين، الذي يؤمن بأهمية العلاقة مع إيران، وفي ظل التخلص من الحرج الذي شعرت به الحركة، بسبب اعتبارها جزءاً من “الإخوان”، وبسبب تغييرات في المعادلة في سوريا وبالنسبة إلى “حماس” في الإقليم”.
وأعلنت حركة “حماس” الفلسطينية، في الخامس عشر من أيلول الماضي، قرارها باستئناف علاقاتها مع دمشق رسمياً، مؤكدةً مضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا بعد 10 سنوات من الخلاف وتوتر العلاقات بين الجانبين.
أثر برس