خاص|| أثر برس “أعاني من أعراض هضمية منذ نحو أسبوع تتمثل بألم بطني مع إسهال… أشعر بدوار وصداع نصفي.. ابني عمره عشرة أشهر أقوم بإرضاعه بشكل طبيعي لكنه منذ يومين يستفرغ ولا يرغب بالطعام..”، رسائل كثيرة من هذا النوع بات نشرها مألوفاً على مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن جواب من المختصين أو أشخاصٍ عانوا سابقاً من الأعراض نفسها.
انتشار وباء كورونا منذ عامين جعل هذا النوع من الاستشارات أكثر انتشاراً بسبب الخوف أو عدم الرغبة بالذهاب إلى عيادة الطبيب خشيةً من العدوى أو لتفادي التكاليف المادية، لكنها اليوم أصبحت شائعة لمختلف الأمراض لدرجة تدفع البعض لطلب من يقرأ تحليل مخبري أو صورة شعاعية أو تشخيص إصابة ما على صفحات غير مختصة.
وتعليقاً على ذلك، قال د.أحمد حباس اخصائي طب مخبري ومحاضر بآلية البحث عن المعلومة الطبية لـ “أثر”: إنه يرى أن طلب الاستشارة الطبية عبر الانترنت لجهة التشخيص والعلاج يحتاج قبل كل شيء مصدر موثوق للمعلومة أي أن يكون من يقدم الإجابة مختص.
واعتبر د.حباس أن الحصول على معلومة من طبيب مختص عبر الانترنت له قواعد أيضاً، فهناك حالات يجب أن تتوجه إلى العيادة أو المستشفى لوضع تشخيص وعلاج دقيقين وعلى الطبيب أن يعتذر عن إعطاء استشارةٍ عن بعد لها حينها، كما أن قراءة تحليل أو صورة شعاعية غير كافٍ لإعطاء تشخيص أو وصف علاج لأن الطبيب يحتاج إلى متابعة بعض المعطيات السريرية للمريض.
وأشار د.حباس إلى أنه يوجد عدد من الصفحات المحلية تختص بالإجابة عن الاستشارات الطبية مجاناً وهناك في بعض الدول مواقع مختصة بالاستشارات الطبية المأجورة ولكنها لا تقدم الإجابة إلا عبر اختصاصيين وليس عبر أشخاص عاشوا تجارب مرضية مشابهة، كما أن هذه المواقع نفسها تؤكد لأن ما تقدمه من إجابات واستشارات لا يغني عن مراجعة عيادة الطبيب أو المستشفى.
وحول احتمالية أن يكون غلاء أجور كشفية الطبيب جعل هذه الاستشارات شائعة رأى د.حباس خلال حديثه مع “أثر” أن البعد المادي لا يجب أن يؤخذ كسبب لتبرير ذلك لوجود مراكز صحية ومشافي حكومية تقدم خدمات مجاناً وتتضمن عيادات خارجية وخدمات إسعافية على مدار الساعة.
وبالنسبة لطرق البحث الصحيحة عن المعلومات، ذكر د.حباس لـ “أثر” عدد من النصائح لتسريع البحث عبر الانترنت والحصول على معلومة ودراسة صحيحة بمختلف المجالات منها الطبية أهمها التدقيق بمصدر المعلومة وعدم تناقضها مع معلومة أخرى والاعتماد على مواقع رسمية مرخصة كأن تكون لاحقتها gov أو edu.