خاص || أثر برس “لا تاريخ محدد لصناعة الفرو في حماة، فأنا قاربت السبعين عاماً وأعمل بهذه المهنة منذ خمسين عاماً وأتذكر جدي يعمل بها”، هكذا استهل صلاح زمزم العامل بهذه المهنة، حديثه لـ “أثر برس”.
– مراحل طويلة للتصنيع والمهنة إلى اندثار:
تحدث صلاح زمزم عن مراحل تصنيع الفراء، فقال: “تبدأ بشراء الجلد من عند الجزار ثم تمليحه لمدة يوم ثم وضعه في الشمس حتى اليباس، ثم تأتي فترة التخمير وبعدها كنا نقوم بغسيل الجلود في نهر العاصي نقلاً على الحمير، ثم بتنا نعتمد على (الطرطيرة ذات الثلاثة دواليب) وبعدها توجهنا لنقلها بسيارة (السوزكي)، وبعد فترة أًصبحنا نغسل جلود الفراء على غسالة كبيرة.
وتابع زمزم: في المرحلة الأخيرة تأتي عملية بشر الجلد وتصنيعه، مضيفاً في سياق حديثه، أن تلك المهنة في طريقها للاندثار، فبعد أن كان هناك نحو 300 شخصاً يعملون في المهنة في مناطق مختلفة مثل (سوق الفرواتية والحاضر الكبير وغيره)، لم يبقَ في كل حماة حالياً إلا عشرة منهم بأعمار كبيرة ولن يخلّفهم أحد حال وفاتهم، وذلك لعدم رغبة أبناء الجيل الجديد بتلك المهنة.
– عباءة الفرو بمليوني ليرة.. من سيشتري؟
لفت “أبو عبادة” أحد العاملين منذ نصف قرن بصناعة الفراء، إلى أن عباءة الفرو تكلّف حالياً مليوني ليرة، متسائلاً: “من سيشتري؟، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار انتشار الفرو الصناعي الذي يستمر أطول ويباع بسعرٍ أرخص من الفرو الطبيعي.
ويرى أبو عبادة أن تواجد عشرة عاملين فقط بالمهنة في محالهم ولو بدخل مادي ضعيفٍ للغاية، فهذا لأنها مهنة امتزجت بحياتهم بكل مراحلها وحتى لا يبقون في المنزل في حين زادت أعمارهم على السبعين.
الجدير ذكره أن صناعة الفرو كانت منتشرة بشكلٍ كبير في حماة؛ نظراً للتعامل الكبير مع البادية الغنية بأغنامها، حيث تستهلك الفروة العادية 12 جلد خاروف، ويرتبط تصنيعها بالخياط أيضاً الذي يخيّط ويضع القماش المناسب عليها حسب رغبة الزبون، ولها عدة مسميات في حماة منها “فروة بكدلية” و”فروة رعيانية” و”صدرية بلا أكمام”، علماً أن كل واحدة منها تستهلك عدداً معيناً من جلد الخراف التي قلّت أيضاً بشكل كبير نظراً لانحباس الأمطار والظروف.
أيمن الفاعل – حماة