أعرّبت أوساطٌ في الخارجية السورية عن استغرابها من الحديث حول وجود وساطة لبنانية بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية، لحل ملف الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر في الخارجية تأكيدها على أنه لا توجد أي مفاوضات حول الصحفي الأمريكي أوستن تايس، وقالت المصادر: “إن أوساطاً في الخارجية السورية استغربت عودة الحديث عن وساطة يقوم بها اللواء عباس إبراهيم، رئيس المديرية العامة للأمن اللبناني بشأن الصحفي الأمريكي أوستن تايس الذي تدعي الولايات المتحدة أنه فقد في سوريا”.
وأضافت المصادر: أن “الأوساط في الخارجية أكدت أنه لا توجد أي مفاوضات أو وساطة يقوم بها أي طرف فيما يخص هذا الأمر”، مشيرةً إلى أن “سوريا أكدت أنها لا تمتلك أي معلومات عن الصحفي الأمريكي المذكور”.
وتأتي تصريحات بعض الأوساط في الخارجية السورية، بعدما أعلن مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، أن بلاده لا تزال تتوسط بين واشنطن ودمشق بشأن مصير تايس.
وأثير هذا الملف في حزيران الفائت عندما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، بوالدة الصحفي الأمريكي المختفي في سوريا، ووعدها بأن إدارته ستعمل كل ما بوسعها لحل هذا الملف، فيما تؤكد الدولة السورية باستمرار أنه لا يوجد لديها أي معلومات حول الأمريكيين المختفيين في سوريا بما فيهم الصحفي تايس، ففي 18 آب الفائت قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: إنه “الحكومة الأمريكية تحاورت بشكل مباشر مع الدولة السورية لمحاولة إعادة أوستن إلى بلاده، فيما تؤكد الدولة السورية أنه لا معلومات لديها حول تايس وغيره من المختفين الأمريكيين”، وفي 27 من الشهر نفسه أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن “مدير المخابرات ومدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أجرى وساطةً بين دمشق وواشنطن”، لتصدر الخارجية في الوقت نفسه بياناً تؤكد خلاله أن “حكومة الجمهورية العربية السورية تنفي أن تكون اختطفت أو أخفت أي مواطنٍ أمريكي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية، وتشدد على حقيقة التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية”، مشيرةً إلى أن الإدارة الأمريكية تشجّع مواطنيها على السفر إلى سوريا والدخول إلى أراضيها دون إذنٍ من حكومتها وبشكلٍ غير شرعي، عبر معابر حدودية غير نظامية أو بالتسلل إلى مناطق خارجة عن سيطرة الدولة السورية، تخرق اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
يُشار إلى أن وسائل إعلام أمريكية أكّدت أن تايس اختفى في منطقة ريف دمشق عام 2012 بعد لقاءٍ جمعه بفصائل مسلّحة، مشيرةً إلى أنه دخل إلى الأراضي السورية بطريقة غير نظامية عبر تركيا، وفقاً لما أكدته صحيفة “الغارديان” البريطاني، وفي هذا الصدد أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكي إلى أن مسؤولين سابقين أكدوا تجاهل ملف تايس، مما أثار تساؤلات حول سبب ذهابه إلى سوريا.