في الوقت الذي شجّعت فيه قيادات “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً”، مسلحي الشيشان والإيغور والقوقاز الموجودين في إدلب على القتال في أوكرانيا ضد الروس، بإصدار الفتاوى الشرعية وإغرائهم بالمال، كشفت مصادر عن اختفاء كامل لمسلحي تنظيم “أجناد القوقاز” من مقراتهم في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي، وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة عن مصادرها.
وقالت المصادر إنّ “عشرات المسلحين المتحدرين من دول القوقاز وشمالي القوقاز الذين قاتلوا لسنوات ضد الجيش السوري ضمن تنظيم “أجناد القوقاز”، غادروا باتجاه أوكرانيا بعد تسهيلات ومغريات وضمانات شملت نقلهم مع عوائلهم إلى أوكرانيا، للانخراط في مواجهة القوات الروسية هنالك”، مشيرةً إلى أن “التراجع في حضور مسلحي “الأجناد” في مناطق سيطرتهم، جرى على مراحل تمت ملاحظتها ملاحظة واضحة”.
وأكدت المصادر أن “مسلحي “أجناد القوقاز” وخلافاً لأقرانهم من التنظيمات القوقازية الأخرى في سوريا، سلّموا مواقعهم ومعداتهم العسكرية إلى “هيئة تحرير الشام” في إدلب، والتي سلمتها بدورها إلى حليفها الاستراتيجي الحزب الإسلامي التركستاني”.
ويعد تنظيم “أجناد القوقاز” أحد أبرز الفصائل المسلّحة التي حافظت على تراصّها العرقي في سوريا، ويستوطن مقاتلوه وعائلاتهم، إلى جانب عدد لا بأس به من التنظيمات القوقازية الأخرى، في مناطق شمال غربي سوريا.
وينحدر غالبية المسلحين القوقاز من داغستان والشيشان (معظمهم من دول أوروبا)، وآخرون من “أنغوشيا” و”قبردينو بلقاريا”، كما التحق بهم جورجيون من العرق التركي.
وعن السبب الرئيس لمغادرة متزعم “أجناد القوقاز” المدعو عبد الحكيم الشيشاني باتجاه أوكرانيا، أوضحت المصادر وجود خلافات مستمرة مع قيادات “جبهة النصرة، منذ عامين، وتضييق الأخيرة عليه وانتزاع عدد من الحواجز التي كان يسيطر عليها، ودخولهم في مفاوضات أخيراً تقضي بمغادرة الشيشاني باتجاه أوكرانيا مع مسلحيه مقابل مغريات مادية وضمانات تشمل مغادرة عوائل المسلحين دون تعرضهم للاعتقال أو المضايقة ضمن مناطق العبور.
وسبق أن نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها المعارضة أن متزعّم “هيئة تحرير الشام” المدعو “أبو محمد الجولاني” التقى مطلع الشهر الجاري في بلدة الشغر شمالي مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، قياديين معظمهم من الشيشان والروس والإيغور، لحضهم على اللجوء إلى أوكرانيا، التي لا تعارض استقبالهم لتشريعها وجود “فيلق أجنبي” خاص بهم.
ولفتت المصادر التي تواصلت مع قياديي “الهيئة” إلى أن “الجولاني” قدّم وعوداً بمغريات مالية للمسلحين الراغبين بالالتحاق بالقوات الأوكرانية لامتلاكهم مهارات قتالية تلقوها في المعارك التي شاركوا فيها داخل سوريا.
وأفادت مصادر “الوطن” بأن “الجولاني” شدد بحديثه في الاجتماع على أن “العدو المشترك واحد لجميع التنظيمات الإرهابية وهو روسيا، وأن سبيل الخلاص وطوق النجاة الوحيد للمناوئين لتنظيمه مثل تنظيم حراس الدين هو مغادرة إدلب إلى أوكرانيا بدل الاستمرار في ملاحقتهم وتصفيتهم”.
وأوضحت المصادر أن الطريق الذي سيسلكه المسلحون من إدلب إلى أوكرانيا سيكون عبر معبر بلدة خربة الجوز غير الشرعي مع تركيا بريف جسر الشغور، الذي يعد أهم بوابة للعبور إلى تركيا، وكذلك المعابر غير الشرعية قرب بلدة دركوش شمال غربي إدلب، وحتى معبر باب الهوى شمال المحافظة.
يشار إلى أن عدد المسلحين الذين غادروا إدلب إلى أوكرانيا في الأسبوعين الأخيرين بلغ نحو 85 مسلّحاً، منهم متزعمون لدى التنظيمات الجهادية، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة.
أثر برس