أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن حكومة بلاده لم تعد تدعم الأحزاب الكردية في الشرق السوري، معلناً في الوقت نفسه عن مفاوضات ستجريها بلاده مع تركيا حول انضمامهم إلى حلف “الناتو”.
وقال الوزير في مقابلة مع الإذاعة السويدية اليوم السبت عشية زيارة رئيس وزراء بلاده أولف كريسترسون لأنقرة في 8 تشرين الثاني الذي سيجري مفاوضات مع الجانب التركي حول انضمام المملكة إلى الناتو: “هناك اتصالات وعلاقات وثيقة بين هاتين المنظمتين وحزب العمال الكردستاني، الموجود في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، نحن يهمنا عدم وجود اتصالات غامضة مع هاتين المنظمتين من جانب المملكة، ومن المهم أن تحافظ السويد على مسافة بعيدة مع هذه المنظمات، ونحن بحاجة إلى علاقات جيدة مع تركيا”.
ويأتي تصريح بيلستروم، بالتزامن مع تصريحٍ أدلى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً قال فيه: “طالما لم يتم الوفاء بالوعود التي قُطعت لبلدنا، فسوف نبقى على موقفنا المبدئي”, وذلك بعد الإعلان عن اتفاق بين مسؤولين من تركيا وفنلندا والسويد في آب الماضي، على مواصلة المحادثات خلال الأشهر المقبلة لبحث مخاوف أمنية أثارتها أنقرة كشرط مسبق للسماح لدولتي الشمال الأوروبي بالانضمام إلى “الناتو”، وذلك بعدما تقدم كل من السويد وفلندا بطلب للانضمام إلى الحلف رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكن تركيا عارضت ذلك واتهمتهما بفرض حظر على تصدير أسلحة لها ودعم جماعات تعتبرها إرهابية، في إشارة إلى “حزب العمال الكردستاني”.
يُشار إلى أن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو يعني توسيع الحدود المشتركة بين “الناتو” وروسيا من حوالي 700 كيلو متراً إلى أكثر من 1900كيلو متراً, في الوقت الذي تخوض فيه موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا تواجه فيها قوات من الناتو، فتشير التقديرات إلى أن القرار سيكون مصدر إزعاج كبير لروسيا، وفي هذا الصدد يقول الخبير في معهد واشنطن ديفيد بولوك: “إن موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا أمر مخيب للآمال بالنسبة لروسيا، لكن روسيا تريد أن تكون أكثر حذراً بشأن رد فعلها بشكل أساسي لأنها لا تريد دفع تركيا إلى الابتعاد أكثر عنها ولا تريد استفزاز “الناتو” بشكل أكبر مما حصل حتى الآن, خاصةً أن هناك دولاً أخرى مثل مولدوفا تريد الانضمام أيضاً وهي على حدود روسيا كذلك”, فيما يشير جفا إلى أنه “لا يتم انضمام هاتين الدولتين فليس بالضرورة يتم انضمامهما, لأن انضمام أي دولة يحتاج إلى شروط وإجراءات معقدة أعتقد من المبكر الحديث عنها ولا أعتقد أن تقوم تركيا بأي خطوة تُزعج روسيا، وعمل أردوغان على كسب الوقت واللعب على المتناقضات والصراعات الدولية”.