أثر برس

الجولة الأولى لـ “أستانا” بعد الحديث عن التقارب التركي – السوري.. ما النتائج المتوقعة من المحادثات؟

by Athr Press A

تنطلق الجولة 19 من مباحثات “صيغة أستانا” للدول الثلاث الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) لعملية التسوية في سوريا يومي 22 و23 من الشهر الجاري في العاصمة الكازاخستانية بحسب ما أعلنه الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا ميخائيل بوغدانوف.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسيّة عن بوغدانوف قوله: “إنّ الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا وافقت على المشاركة في الاجتماع, إضافةً إلى ذلك سيحضر ممثلو الأطراف السوريّة والدول المراقبة”.

وعن النتائج المتوقعة من الجولة الجديدة لصيغة “أستانا”، يرى أستاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبد الله: إن “الجولة المقبلة من الاجتماع الدولي حول سوريا بصيغة أستانا لم تكن لتعقد لمجرد الانعقاد أو القول إن المسار يسير، وإنما هناك تفاهمات معيّنة ستغطى، وبالوقت نفسه هناك تعقيدات تحتاج إلى بحث في مسار السلام، منها ملف المياه ومخاطر تظهر في منطقة الجزيرة نتيجة ممارسات قسد”، مؤكداً أنه “يجب المحافظة على مسار أستانا والاستمرار فيه، لأن هناك فوائد تحققت في الاجتماعات السابقة”، بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.

واعتقد أبو عبد الله أنه من حق بعضهم أن يشككوا في النيات التركيّة وهذا طبيعي، متابعاً: “لكن أنا أرى أن هناك مساراً واحداً لا يوجد مسار غيره وهو فتح العلاقة السوريّة – التركيّة, وهو أمر سيكون له انعكاسات على سوريا وتركيا والمنطقة بشكل عام”.

وأوضح أبو عبد الله أن هناك تعقيدات أخرى ترتبط بالمياه وقطعها عن محافظة الحسكة بين فترة وأخرى وهو نتيجة ممارسات “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” من جهة، والفصائل المسلّحة المدعومة من أنقرة من جهة أخرى.

وفي الوقت الذي يتضح فيه موت مسار “جنيف” الدولي الخاص بالتسوية السوريّة، ولا سيما بعد أن اعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون في وقتٍ سابق أنّ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الخاص بوقف إطلاق النار والتوصّل لتسوية سياسية للوضع في سوريا، لم يعد صالحاً للعمل؛ قال أبو عبد الله: “ إنّ مسار جنيف لم يمت، وهناك موفد دولي يعمل على إحيائه، ولكن أعتقد أنه في ظل الصراع الآن في أوكرانيا والمعركة المحتدمة بين روسيا من جهة وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، فإن هذا الأمر لم يعد ذا مغزى من جانب، ومن جانب آخر بناءً على نتائج معركة أوكرانيا”.

ويضيف: “أعتقد أنه حتى ربيع 2023 من الممكن أن نرى نتائج أخرى مختلفة، فنحن جزء من محور طويل عريض في هذا العالم، وبالتالي نؤثر ونتأثر بما يجري على هذه الساحة”.

واعتبر أبو عبد الله إنه “بسبب التركيز على أوكرانيا، لم يعد لملف جنيف أي أهمية على الإطلاق وخاصة أنه لم ينتج شيئاً، والأهم من ذلك أن أحد مخرجات جنيف هو بيد تركيا في النهاية ففريق المجتمع المدني وغيره، تركيا هي من سمتهم، وبالتالي أي تقدم مع تركيا سينعكس على هذا المسار بشكلٍ أو بآخر، ولكن أنا أعتقد أنه الآن في حالة جمود وفي الثلاجة ولا أفق له في المدى المنظور”.

وعن المصلحة السوريّة من تطور العلاقة الروسيّة- التركيّة، لفت أبو عبد الله إلى أن “بعضهم يرى مديح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال منتدى فالداي كان مؤشراً على وجود ثقة عالية ودعم كبير لرئيس تركيا، وبعضهم فسره على أنه سيئ”، مشدداً على “اعتقاده بأن العلاقة الروسيّة – التركيّة المتطورة من شأنها أن تنعكس إيجاباً على سوريا الآن وفي المستقبل”.

يشار إلى أن الجولة 18 من محادثات “أستانا”، عُقدت بمشاركة ممثلين عن الحكومة السوريّة والمعارضة، وكذلك عن هيئة الأمم المتحدة في العاصمة الكازاخستانية يومي 15 و16 حزيران الماضي.

وتعمل الدول الثلاث الضامنة في صيغة “أستانا” على تهيئة الأطراف السوريّة للمضي في حل سياسي للبلاد وفق القرار الأممي “2254”، الذي صوّت عليه مجلس الأمن في 18 كانون الأول 2015.

أثر برس

اقرأ أيضاً