بعد إعلان الخارجية السويدية وقف الدعم عن “الوحدات الكردية” شرقي سوريا، بهدف كسب ود تركيا للانضمام إلى “الناتو”، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب انتهاء لقائه برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، أمس الأربعاء: إنه سيبحث أمر انضمام “السويد وفنلندا” إلى “الناتو” من جديد خلال زيارةٍ من المحتمل أن يقوم بها إلى ستوكهولم أواخر تشرين الثاني الحالي.
وقال أردوغان في مؤتمرٍ صحفي مشترك عقده أمس مع كريسترسون: “هناك الكثير من الفعاليات للمنظمات الإرهابية في السويد وفنلندا، تُرفع فيها أعلام المنظمات الإرهابية وشعاراتها… نحن لا نستطيع أن نكذب على شعبنا ونقول له إننا لا نرى هذه المشاهد… ننتظر من السويد وفنلندا التعاون الكامل في محاربة المنظمات الإرهابية”، حيث تعتبر تركيا “الوحدات الكردية” بأنها تشكّل خطر على أمنها القومي.
ولفت أردوغان إلى أن لقاء آخر سيجمعه مع كريسترسون، لبحث انضمام بلاده إلى “الناتو”، قائلاً: “نأمل في أن نرى صورة أكثر إيجابية عندما ينظم الاجتماع المشترك في ستوكهولم في نهاية الشهر الحالي”.
فيما قال كريسترسون: “إن علاقات بلاده مع تركيا تعود لمئات السنين”، واصفاً لقاءه مع أردوغان بـ”المثمر”، مضيفاً: “استمعنا إلى المطالب التركية، ونؤمن بأن تنظيم العمّال الكردستاني إرهابي، ولدينا القناعة نفسها مع تركيا بشأنه، وتركيا هي أكثر دولة عانت من إرهابه”، ووصف عملية انضمام بلاده إلى الناتو بأنها “مسألة حياة أو موت”.
ويأتي موقف السويد الجديد من “الأحزاب الكردية” ومن “حزب العمّال الكردستاني” على وجه الخصوص، بعد مرحلة طويلة من الدعم السياسي السويدي العلني، وصلت إلى مستوى إجراء زيارات متبادلة وفتح ممثلية لـ”الإدارة الذاتية الكردية” على أراضيها، إلى جانب اتخاذ مواقف ضد تركيا لمصلحة هذه الأحزاب، حيث كانت السويد وفنلندا من ضمن 10 دول غربية الذين فرضوا حظراً على صادرات السلاح إلى تركيا؛ بسبب عملية “نبع السلام” التي نفذتها القوات التركية عام 2019 ضد “قسد” شمالي شرق سوريا.
وتعقيب على هذا التحوّل في الموقف السويدي، قال عضو المجلس الرئاسي لـ”مجلس سوريا الديمقراطي” سيهانوك ديبو في حديثٍ لـ”أثر”: “إن القرار السويدي غير منصف”، لافتاً إلى أنه “لا نعتقد بأن شعب السويد وقواه الديمقراطية سوف يقبلون هذا القرار غير المنصف مطلقاً”، مضيفاً: “نعتقد أن الخارجية السويدية اتخذت القرار الخاطىء ونقلت نفسها إلى الجانب الخاطىء وفق مقاربتها الأخيرة”، مطالباً منظمات المجتمع المدني السويدية ومؤسساته الحقوقية “بالتصدي لهذا الموقف وإفشال كل قرار من هذه القبيل، لأنها لن تكون سوى الخطوة الأولى في طريق الابتزاز المعهود عن ديكتاتور تركيا، وأنها خطوة تضر السويد نفسها على المدى البعيد”.
يشار إلى أنه في 5 تشرين الثاني الجاري، أعلنت وزيرة الخارجية السويدية توبياس بيلستروم أنها ستنأى بنفسها عن دعم “الوحدات الكردية” في سوريا، مشيرةً إلى أنه من المهم أن تحافظ السويد على مسافة بعيدة مع هذه “الوحدات”؛ لأنها بحاجة إلى علاقات جيدة مع تركيا، وذلك بهدف الانضمام إلى حلف “الناتو”، حيث تشترط تركيا وقف الدعم السويدي عن “الوحدات الكردية” شرق سوريا لقبول انضمام “السويد وفنلندا” إلى حلف “الناتو”، فقبل حوالي أسبوع من إعلان الخارجية السويدية، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقاءٍ أجراه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: إن “نسق وتوقيت مسار المصادقة سيتحددان بالخطوات التي لا يزال يتعين على الدولتين اتخاذها”.