خاص|| أثر برس لم يكن يخطر في بال ذوي الطفل “عزت”، أن توقيعهم على الموافقة لإرسال ابنهم من “عفرين” إلى “إسطنبول” لتلقي العلاج، سيكون بمثابة توقيعهم على صك قتله، والموافقة على سرقة أعضائه الداخلية بالكامل.
“عزت. ب” الطفل ذو العشر سنوات، تعرّض لوعكة صحية شديدة أواخر الشهر الماضي، ما استدعى نقله إلى إحدى مشافي مدينة “عفرين”، الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها شمال حلب، حيث تم إبلاغ العائلة من قِبل إدارة المستشفى، بوجوب نقل الطفل إلى إحدى مشافي مدينة “إسطنبول” التركية لتلقي العلاج هناك، وفق ما نقلته مصادر مقربة من العائلة لـ “أثر”.
وفي ظل ضغط إدارة المستشفى وخوفهم على حياة ابنهم، وافقت عائلة الطفل على إرساله إلى “إسطنبول”، كما رضخت لشرط عدم مرافقة أي من ذويه في تلك الرحلة العلاجية، ليتم بعد ذلك نقل “عزت” إلى المستشفى عبر سيارة خاصة تم تأمينها من قِبل إدارة المستشفى.
وبعد نحو 6 أيام من دخوله المستشفى في “إسطنبول”، تخللها انقطاع أخباره بشكل كامل لعدة أيام، تم إبلاغ عائلة “عزت” بوفاته، وبأن جثته ستصل إلى منزل العائلة في عفرين خلال بضعة أيام “وهو ما حدث بالفعل”، بعد أقل من ثلاثة أيام عن وصول نبأ الوفاة.
ولدى قيامهم بتغسيل “الجثة” والاستعداد لمراسم الدفن، فوجئ ذوو الطفل بوجود آثار خياطة في مواضع مختلفة من جسده “في البطن والظهر”، ما أثار شكوكهم ودفعهم للاستعانة بأحد أطباء المدينة، والذي أكّد بحسب ما نقلته مصادر “أثر” خلو جسم “عزت” من أي أعضاء داخلية، وبأنها سُرقت بالكامل خلال فترة وجوده في “إسطنبول”، بدليل آثار الخياطة الحديثة الموجودة في الجسد.
ولم يتمكن أفراد عائلة الضحية من اتخاذ أي إجراء يُذكر لتحصيل حق ابنهم ومحاسبة المجرمين الذين أودوا بحياة ابنهم، رغم المحاولات التي بذلوها خلال الأيام الماضية، لينضم “عزت” بالنتيجة إلى سجل واسع من قاطني مناطق سيطرة فصائل أنقرة في شمال حلب، الذين سقطوا ضحايا لجرائم التجار بالأعضاء البشرية، والتي تديرها عصابات تركية مختصة بالتعاون مع عدد من القياديين والمسلحين التابعين لفصائل أنقرة، وخاصة في منطقتي عفرين وأعزاز.
وشهدت مناطق سيطرة فصائل أنقرة في شمال حلب خلال السنوات الماضية العديد من حوادث سرقة الأعضاء لأهالٍ من سكان تلك المناطق، تم تسريب بعض منها عبر المصادر المحلية، بعيداً عن أي إحصائية أو حصيلة موثقة في ظل التكتم الكبير الذي تفرضه الفصائل بمختلف مسمياتها على مثل تلك الحوادث.
ومن ضمن الجرائم المشابهة لما تعرّض له الطفل “عزت”، جريمة وقعت أواخر العام الماضي، راحت ضحيتها امرأة بعمر 55 عاماً من أهالي قرية “بعدنلي” بريف عفرين، حيث تم تسليم جثمانها إلى ذويها خالياً من الأعضاء الداخلية، بعد أيام قليلة من ذهابها إلى تركيا لتلقي العلاج هناك.
زاهر طحان – حلب