يحافظ المسؤولون الأتراك على حدة تهديداتهم بشن عملية عسكرية في مواجهة “الوحدات الكردية” شمالي سوريا، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أن أنقرة لن تطلب الإذن للقيام بعمليات لمكافحة “الإرهاب”.
وقال كالن: “إن تركيا لن تطلب الإذن للقيام بعمليات لضمان الأمن القومي للبلاد”، وتعقيباً على التصريحات الأمريكية التي أشارت إلى أن الاستهدافات التركية تهدد سلامة الجنود الأمريكيين المتواجدين في المنطقة، أكد كالن، أن أنقرة مستعدة لمناقشة موضوع التحديات والتهديدات مع حلفائها لاتخاذ المزيد من الإجراءات المشتركة، وخطوات للقضاء عليها، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التركية أنه “إذا كان هناك تهديد، بما في ذلك هجوم إرهابي، فإن تركيا تناقش الوضع مع جميع حلفاء الناتو، ونتوقع خطوات مشتركة من الشركاء، وفي غياب مثل هذا، كما صرح الرئيس رجب طيب أردوغان بالفعل، فنحن مستعدون لحل المشكلة بأنفسنا”.
وزعم أن جميع تصرفات الجيش التركي على الحدود مع سوريا والعراق تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس)، مشيراً إلى أن “المفهوم الحديث للحرب في مواجهة الإرهاب ينطوي على تدمير التهديد في مهده، الدول التي بأدنى تهديد ضدها دون تفكير، تضرب أراضي تقع على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات من حدودها، بينما تغضب من عمليات أنقرة مباشرة على حدود تركيا، هذا النقد هو مؤشر واضح على التناقض في موقف هذه الدول”.
من جهته، أكد القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” مظلوم عبدي، أنه إلى الآن لم تحصل أنقرة على ضوء أخضر أمريكي للبدء بعملية عسكرية شمالي سوريا، مؤكداً أن واشنطن تستطيع وقف أي عملية تركية إن أرادت، مضيفاً خلال مؤتمر صحفي أجراه أمس السبت أن “الإدارة الأمريكية أخبرتني بشكل رسمي عبر مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك برفضها للعملية التركية، وواشنطن تتواصل مع أنقرة لإيقاف هذه الهجمات”، وفقاً لما نقلته وكالة “نورث برس”.
وفي هذا الصدد، نقل الصحفي عبد القادر سليفي، في مقال نشرته صحيفة “حرييت” التركية أن أمريكا قدّمت لتركيا عرضاً يقضي بالتخلي عن فكرة العملية العسكرية البرية في شمالي سوريا، مقابل انسحاب “قسد” إلى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية – التركية”، مؤكداً أن السفير الأمريكي في أنقرة، جيف فليك، قدّم العرض في اجتماع مع وزير الدفاع خلوصي آكار، منذ أيام قليلة”.
يشار إلى أنه وسائل إعلام تركية أفادت مساء أمس السبت بأن ولاية كيليس الحدودية مع سوريا في جنوبي تركيا تحذيراً للمدنيين من الاقتراب من البوابات الحدودية وبعض المناطق المهمة في الولاية لمدة 7 أيام، وذلك بالتزامن مع عودة التصعيد الميداني التركي، باستهداف مواقع بريف حلب الشمالي ووصول تعزيزات عسكرية تركية إلى المناطق الحدودية.