في وقتٍ تحاول فيه موسكو التفاوض مجدداً مع “قوات سوريا الديقراطية – قسد”، للوصول إلى تفاهم يجنّب المناطق التي تسيطر عليها أي عمل عسكري تركي شمالي سوريا، وصل قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو إلى مطار مدينة القامشلي قادماً من قاعدة حميميم للقاء قيادات “قسد”.
وأفادت قناة “الميادين” نقلاً عن مصادرها بأن “تشايكو سيلتقي مجدداً قيادات من قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لبحث تطورات الشمال السوري والتهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية جديدة فيه”.
زيارة الوفد الروسي لعقد اجتماعات مع “قسد” هي الثانية في العشرة أيام الأخيرة، إذ سبق أن أكدت مصادر خاصة لـ “أثر” في 27 من الشهر الماضي، وصول وفد روسي إلى مدينة الحسكة لعقد اجتماع مع مسؤولين من “قسد”، وتضمن الاجتماع حسب المصادر، عرضاً روسياً لـ ”قسد” لإقناع الجانب التركي بوقف أي عمل عسكري يستهدف مواقعهم.
وأضافت المصادر حينها: “إن الوفد طلب من قسد الانسحاب من كامل الشريط الحدودي وانتشار الفيلق الخامس بدلاً من الجيش السوري إلا أن وفد قسد رفض العرض ليغادر الوفد الروسي باتجاه حميميم من مطار القامشلي”.
ونفت المصادر أي حضور رسمي من الدولة السورية للاجتماع الذي عقد في مكتب قائد “قسد” مظلوم عبدي، في مقر إقامتها بمنطقة اللايف ستون غرب مدينة الحسكة.
وقالت مصادر رسمية تركيّة في وقت سابق: “إنه تم إبلاغ الجانب الروسي عدم قبول تركيا بـ (الانتشار الشكلي لقوات الجيش السوري) في مناطق التي تسيطر عليها “قسد”، موضحاً: “إن أنقرة أكدت لموسكو ضرورة حلّ “قوات سوريا الديمقراطية”، أو إخراجها من مناطق النفوذ الروسي شمالي سوريا”، بحسب ما نقله موقع “الجزيرة نت”.
وعلى حين يبرر مراقبون أسباب رفض “قسد” للعرض الروسي لتجنب العملية العسكرية التركية بالوجود الأمريكي في المنطقة خاصة أن الأمريكي هو صاحب الكلمة الفصل فيها، فإن الأمريكيين أعربوا عن تخوفهم من محاولة استفادة الروس من عملية خفض التنسيق الأخيرة بين واشنطن و”قسد”، ولاسيما بعد ظهور انقسامات واضحة بينهما عندما شنت تركيا “عملية المخلب-السيف”، حيث شنت مئات الضربات ضد أهداف يشتبه أن لها صلات بـ ”حزب العمال الكردستاني”، الذي يعتبر المكوّن الأساسي لـ ”قسد” في شمالي سوريا والعراق.
أثر برس