أثر برس

دمشق.. نساء يطفن المسطحات العشبية وأطراف الطرقات لقطاف النباتات القابلة للأكل

by Athr Press G

خاص || أثر برس باتت المسطحات العشبية الموجودة في محافظة دمشق مصدراً لوجبات الطعام لبعض النسوة اللواتي يسكن في مناطق قريبة، كما أنها مصدر للرزق لبعضهن، حيث تقوم السيدات بجمع الأعشاب القابلة للاستهلاك البشري ليقمن بإعدادها كوجبة غداء.

“أم منير” القاطنة في منطقة “بستان الدور”، التي تعد من المناطق العشوائية في العاصمة، تشرح لـ”أثر برس” أنها تتوجه إلى المتحلق الجنوبي لتبحث عن “الخبيزة” في المسطحات العشبية القريبة منه، كما أن المسطحات الواقعة على طرفي جسر طريق المطار، و جسر الزاهرة، مكاناً مناسباً لنمو النباتات القابلة للاستهلاك البشري، وهي آمنة من احتمال وجود الأمراض الخطرة مثل “الكوليرا”، لكون غالبية هذه النباتات ينمو بشكل برّي وبالاستفادة من مياه الأمطار.

تضيف السيدة المنحدرة من إحدى قرى ريف دمشق، إنها استفادت من علاقتها مع جارتها المتحدرة من دير الزور لتتعرف على أنواع جديدة من الأعشاب التي يمكن طهوها للعائلة، مثل نبات “العكوب”، وهو نبتة ذات أوراق شوكية صغيرة، والنبتة الثانية هي “القنيبرة” التي يمكن طهوها بعدة طرق لتقدم مذاق لذيذاً.

أسعار رخيصة:

“أم علي” سيدة تنحدر من ريف دمشق، تجول على الحدائق الكبيرة مثل “حديقة تشرين” والمناطق التي تنمو فيها الأعشاب لتقوم بقطاف النباتات القابلة للأكل، وتقوم بجمع كميات كبيرة منها بهدف بيعها في الأسواق ولو بمبالغ قليلة، إلا أنها تقدم جزءاً من المصروف اليومي للعائلة التي تعيلها مع زوجها الموظف “عامل تنظيفات”، وتقول السيدة التي تبلغ من العمر 45 عاماً لـ”أثر”: البحث عن مصادر الرزق يدفعني لجمع العشبيات لبيعها، هناك إقبال من الفقراء على هذا النوع من الغذاء لرخص ثمنه، فتمرير أربع إلى خمس وجبات خلال الشهر من هذه النباتات، سيوفر أرقام كبيرة على الأسر التي يتراوح عددها ما بين 4-5 أشخاص، فـ “باقة الخبيزة” لا يتجاوز ثمنها 500 ليرة سورية، وطبخة لخمسة أشخاص لن تحتاج أكثر من 4 باقات فقط.

تعتبر “أم يوسف”، التي تعمل في بيع هذا النوع من النباتات، أن الري الطبيعي من مياه الأمطار هو ما يجعل الناس تثق بتناولها، كما أنها تتعرض لعملية طهو كاملة كحال بقية النباتات المشابهة كـ “الملوخية والسبانخ والسلق”، وبالمقارنة مع النباتات التي تروى من مصادر مياه ملوثة مثل الصرف الصحي كما يحدث في منطقة الغوطة الشرقية أو الريف الجنوبي كـ “الكسوة – صحنايا”، فإن النباتات التي تنمو بشكل طبيعي هي الأكثر رغبة من قبل السكان، وتنفي السيدة التي تقترب من العقد الخامس من العمر أن تقوم أي من البائعات لمثل هذه النباتات بقطافها من محيط قنوات الصرف الصحي أو الأنهار الملوثة.

وعلى الرغم من التحذيرات الصحية من تناول الخضار ذات الأوراق الخضراء مثل “البقدونس – البصل الأخضر – الهندباء”، بعد انتشار مرض الكوليرا والذي ينجم في بعض الأحيان عن تناول خضار مروية بمياه ملوثة ومياه الصرف الصحي، فإن باعة هذه الخضار مازالوا متواجدين في الأسواق، كما أن هذه المواد ماتزال تشهد إقبالاً من السكان الذين يعتبرون أن تنظيفها بـ “الماء والملح” أو “الملح والخل”، يعد كافياً لتعقيمها من الأمراض.

ويقول “أبو محمد” الذي يبيع على بسطة صغيرة هذه الأنواع من الخضار: “إقبال الناس لم يتغير على هذه المواد، فلا يفضل الناس السلطة أو التبولة من دون البقدونس، كما أن الطلب على البصل الأخضر مازال على حاله، ما حدث فعلياً هو انخفاض أسعار هذه المواد بشكل كبير، فباقة البقدونس لم تعد بـ 1500 ليرة كما كان سعرها قبل انتشار الكوليرا، أحياناً نبيع كل ثلاث باقات من البقدونس بـ 1000 ليرة سورية”.

اقرأ أيضاً