خاص|| أثر برس تضرر عدد كبير من كبار السن خلال الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا، فمنهم من فقد حياته، ومنهم من تعرّض لصدمة نفسية خاصة المرضى منهم “ضغط، سكري.. إلخ”، لذلك تطوع عدد من السوريين لمساندتهم بعد الكارثة التي حلت على البلاد، مع الإشارة إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد حصيلة نهائية لعدد كبار السن المتوفين أو حتى دور الرعاية المتضررة.
تقول ريما متطوعة من جمعية “قلبك رحيم” لموقع “أثر”: “إننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوعي بكيفية حماية كبار السن مع تغير المناخ وتعرّض المسنين إلى ظواهر شديدة”، مشيرة إلى أن كبار السن يكونون غير مرئيين في مختلف المجتمعات، حتى يظهروا في أعداد الوفيات بعد كارثةٍ ما.
وتطوعت ريما لرعاية فئة كبار السن الذين تضرروا من الزلزال في سوريا، وتقول: “لم نكن نتوقع وجود هذا العدد من المسنين، فقد تم إنقاذ عدد كبير، ومنهم يخضعون للرعاية حالياً وبعضهم لديهم أمراض مزمنة كالضغط والسكري ويحتاجون إلى رعاية صحية ونفسية من هول الكارثة التي حلت حيث لا يوجد مسن أو مسنة إلا فقدت أحد أقاربها نتيجة الزلزال، وهناك فئة منهم لا تقوى على الحركة”، مضيفةً “بدايةً قمنا بإزالة آثار الغبار عن المسنين عن طريق تغسيلهم وإلباسهم ملابس جديدة وحالياً نقوم بتأهيلهم نفسياً بمساعدة فريق تربوي نفسي متخصص يقدم لهم الاستشارات الطبية والصحية”.
فيما تؤكد عروبة الفتاة في الصف الثاني الثانوي، أنها تطوعت لخدمة المسنين المتضررين وتقديم الرعاية، وتقول لـ “أثر”: “فقدتُ جدتي في الزلزال الأخير ربما لوكان باستطاعتها المشي كان الوضع أفضل واستطاعت أن تنجو بنفسها ولكنها بقيت يومين تحت الأنقاض وتم سحبها متوفاة نظراً لأنها كانت تستخدم الكرسي المتحرك فهي لا تقوى على الحركة؛ لذلك عاهدت نفسي وجدتي على القيام بخدمة المسنين ريثما تمر هذه الأزمة بسلام”.
بدوره، كناز متطوع من الهلال الأحمر، قال لـ “أثر”: “قدمنا أجهزة طبية (ضغط- سكري- ميزان لقياس درجة حرارة الجسم) إضافةً إلى حقيبة إسعافات أولية خصصناها لكل شخص مسن؛ لأنه يحتاج إليها في حال كان لوحده، إضافةً إلى توزيع الكراسي المتحركة للأشخاص الذين لا يستطيعون التحرك ووُكرات، مضيفاً “استهدفنا المسنين في الرعاية لأنهم الفئة الضعيفة والتي لا تقوى على فعل شيء، إضافةً إلى أن عدداً كبيراً منهم في مرحلة أبعد من أن نقول مسن هم في مرحلة الشيخوخة وتم سحبهم من تحت الأنقاض وهم على قيد الحياة ولكن تلزمهم الرعاية الصحية والاهتمام حتى يستطيعوا تجاوز هذه الأزمة النفسية”.
جدير بالذكر أن عدداً كبيراً من العائلات التي لم تتضرر منازلها من الزلزال الكارثي الأخير الذي وقع استقبلت في منازلها عدداً من المسنين ممن فقدوا المعيل جراء الزلزال وتعهدوا بتقديم الرعاية لهم لحين تماثلهم للشفاء وعودتهم إلى أهلهم وأقاربهم سالمين.
وكان عدد ضحايا الزلزال في سوريا وصل إلى 1262 وفاةً و2285 إصابةً في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة.
دينا عبد