شهد الكيان الإسرائيلي حالة إرباك وترقّب، على خلفية التسريبات التي نقلتها وسائل إعلام عبرية في الأيام الماضية عن حدث أمني في شمال فلسطين المحتلة، في وقتٍ انسحبت فيه الحالة على كل المستويات الرسمية في الكيان، وأثارت هلّعاً كبيراً في أوساط المستوطنين.
وذكر الإعلام العبري أن “عبوة ناسفة انفجرت على الطريق السريع رقم 65، عند مفترق بلدة مجدو جنوب شرقي مدينة حيفا، صباح الاثنين، على مسافة أمتار من سيارة كانت تعبر الطريق، طاولت شظايا العبوة السيارة، وأصابت سائقها بجروح، كذلك تضرّرت سيارة أخرى، لكن من دون إصابات”.
ومساء أمس، نشر “الجيش والشاباك والشرطة” الإسرائيلية، بياناً مشتركاً، أكد التسريبات الإعلامية، وأن الحدث هو “تفجير مجدو”، مع الإشارة إلى أن قوات الكِيان الإسرائيلي حيّدت منفّذ العملية الذي أوقفته قوة من “اليمام” في سيارة في منطقة موشاف يعارا (خط 899)، لكنها قتلته لأنه “شكّل خطراً على الشاباك وقوات الجيش الإسرائيلي”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وأشار البيان إلى أن “القوات عثرت بحوزة المنفّذ على أسلحة وأحزمة ناسفة جاهزة للاستخدام وأشياء أخرى”، لافتاً إلى أن “التحقيق الأولى يظهر أنه عبر على ما يبدو الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل”.
وخُتم البيان، بالإشارة إلى أن “الهجوم يخضع لتحقيق موسّع، يجري فيه التحقيق أيضاً في تورّط منظمة حزب الله”.
وفي لبنان، أشارت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إلى أنه “لم يصدر أي تعليق على هذه المعلومات، ولا يبدو حزب الله، المعني قبل غيره، في وارد التعليق نفياً أو تبنّياً أو غير ذلك”، لافتةً إلى أن “المقاومة تدرس واقع المؤسسات السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال، وتتحسّب لأي نوع من التهديدات أو حتى الأفعال المعادية، ولن يُسمع صوتها إلا في حال خروج اتهامات مباشرة أو تهديدات عن حكومة الاحتلال، عندها، سيكون لحزب الله موقفه الواضح”.
وبعد انتشار البيان الإسرائيلي المشترك، شنّت وسائل الإعلام العبرية هجوماً على المؤسسة الأمنية في الكيان، وأشار موقع “والاه” وصحيفة “يديعوت أحرنوت”، إلى أن “الجيش طلب من المستوى السياسي الردّ على عملية مجدو، إلا أن نتنياهو ووزير أمنه غالانت، تجاهلا التوصية”.
واعتبر المعلق العسكري في “القناة“ 13 ، ألون بن ديفيد، أنه “لو نجحت هذه العملية فإنها كانت تخطط على ما يبدو لقتل جنود وعبوره إلى تقاطع مجدو انطلاقاً من فرضية أنه يوجد هناك جنود”.
ورأى ابن ديفيد أنه “ينبغي أن يكون الفهم الآن في إسرائيل بأن قواعد اللعبة على الحدود الشمالية قد تغيرت والتحدي الإسرائيلي هو كيف ننفذ الرد الصحيح لكي نصيغ من جديد معادلة الردع في لبنان”، مبرراً ذلك بأن “إسرائيل من الصعب جداً عليها أن تتعايش مع تهديد دخول مقاومين من لبنان إلى عمق إسرائيل”.
ولفت ابن ديفيد إلى أن “منفذ عملية مجدو على ما يبدو فلسطيني، ولا يمكن القول 100% إن هذه العملية لحزب الله، ولذلك إسرائيل لم تقرر كيف ترد، ولا يمكن استبعاد فرضية أن يكون استخدم نفقاً للعبور”.
في المقابل، أكد المعلق العسكري في “قناة كان” روعي شارون، على “كون العملية استثنائية، انطلاقاً من أن المنفذ تسلل من لبنان، إلا أنه أوضح أنه “لا يعلم حتى الآن انتماؤه التنظيمي، وأن هناك الكثير من الأسئلة التي لا إجابة عليه، من ضمنها من أين تسلل وكيف؟ ويحاولون أن يفهموا ما إن كان ينتمي إلى حزب الله”.
من جهته، أكّد رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في كلمةٍ مباشرة، مساء أمس، أنّ “حادثة مجيدو، تعبّر عن تشخيص دقيق لأعدائنا بشأن تفكك الوحدة الإسرائيلية”.
وفي كلمة وصفت بالاستثنائية، قال هرتسوغ: إنّ “من يعتقد أنّ حرباً أهلية هي حدود لن نصل إليها، لا فكرة لديه عن واقع الحال في إسرائيل”، لافتاً إلى أنّ “الحرب الأهلية خطّ أحمر، ولن أسمح بحصولها”.
وفي هذا السياق، خرج متظاهرون إسرائيليون اليوم الخميس مجدداً إلى الشوارع احتجاجاً على مشروع الإصلاح القضائي الذي تناقشه حكومة الكيان، عقب تقديم “هرتسوغ” مشروع تسوية عارضته الحكومة على الفور.
وأثار مشروع قانون الإصلاح القضائي احتجاجات وتظاهرات يشارك فيها الآلاف منذ أكثر من شهرين، إذ يرى معارضوه أنه يرمي إلى تقويض السلطة القضائية لصالح السلطة السياسية، محذّرين من أنه يشكّل تهديداً للنظام الديمقراطي.
أثر برس