أجرت قناة روسيا اليوم لقاءً مع الرئيس بشار الأسد تحدث فيه عن مواقف دمشق السياسية اتجاه عدد من الملفات والقضايا المهمّة في المستوى الداخلي والإقليمي.
العلاقات السورية – التركية ولقاء أردوغان
قال الرئيس الأسد، إنّ “المشكلة في العلاقات السورية – التركية، سببها السياسيون الأترك، وأطماعهم التي يريدون تحقيقها بالحرب”.
وعن ما إذا كان الزلزال الذي تضرر منه الشعبان السوري والتركي، وما إذا كانت هذه الكارثة الإنسانية قد تعجل بفتح صفحة جديدة، اعتبر الرئيس الأسد أن الزلزال الوحيد الذي قد يغيّر هذا الوضع الذي وصلت إليه العلاقات اليوم بسبب السياسيين الأتراك هو زلزال الانتخابات التي تستعد تركيا لتنظيمها.
وعن إمكانية عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الرئيس الأسد أنّ “أي لقاء سياسي يجب أن يحقق نتائج محددة”، موضحاً أن “أولويات سوريا تتمثل في خروج كل القوات غير الشرعية وهي التركية والأمريكية والتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية.”
وكشف الرئيس الأسد أن “المقترح التركي الأخير الذي تم طرحه من أجل الاجتماع الرباعي على مستوى معاوني وزراء الخارجية، يجب ألا يكون هناك أي جدول أعمال وألا تكون هناك أي شروط مسبقة، وأن لا تكون هناك أي توقعات”، موضحاً أن “دمشق تصر على ضرورة وجود جدول أعمال للقاء وأهمها مناقشة الانسحاب التركي من سوريا”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه “لا حقيقة لما يتم الترويج له حول أن سوريا لا تذهب إلا بالحد الأقصى من الشروط، ولكن يوجد مطلب ثابت ووطني وليس سياسي وهو الانسحاب من الأراضي السورية”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن “أولوية أردوغان هي الانتخابات ولا شيء آخر، أما بالنسبة لسوريا فالأولوية هي للانسحاب واستعادة السيادة، وإذا كان موضوع الانسحاب من سوريا سيحقق لأردوغان الفوز في الانتخابات فليس لدينا مشكلة”.
وأضاف الرئيس الأسد: “إذا استوفيت الشروط فلا موعد محدداً للقاء أردوغان.. قد يكون اليوم أو غداً.. التوقيت ليس مشكلة”.
كيف رأى الرئيس الأسد التوافق السعودي – الإيراني؟
رأى الرئيس الأسد أن “إعلان المصالحة السعودية – الإيرانية مفاجأة رائعة، على الرغم من أن المفاوضات والاتصالات تمت بين البلدين منذ سنوات عدة، غيرأن توقيتها كان جيداً”.
وأوضح الرئيس الأسد، أن “سوريا لم تعد ساحة صراع سعودي – إيراني مثلما كان الوضع في بعض المراحل ومن قبل بعض الجهات”، مشيراً إلى أن “السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفاً اتجاه سوريا منذ سنوات عدة، ولم تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا كما أنها لم تعد تدعم أياً من الفصائل”.
وكشف الرئيس الأسد، أن “الحديث عن ضرورة قطع العلاقات بين سوريا وإيران لم يُعد يُثار مع سوريا منذ سنوات على الساحة العربية.. أعتقد أن هناك تفهم لطبيعة هذه العلاقة فهناك نوع من الوفاء بيننا وبين طهران عمره أربعة عقود”.
واعتبر الرئيس الأسد أن “التوافق السعودي – الإيراني سينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل عام، وسيؤثر على سوريا ولبنان بأشكال مختلفة، لكن من الصعب تحديد نقاطه الآن”.
العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا
قال الرئيس الأسد، إنّ “إسرائيل تخلط الأوراق منذ 2013، وبعدها قامت بالتعاون مع الولايات المتحدة بإطلاق “داعش” عام 2014، على خلفية تقدم القوات السورية ضد الإرهابيين، وهي مستمرة في ذلك لأنها شبه دولة جبلت على الإرهاب ومن الطبيعي أن تمارس ذلك”.
وأكد الرئيس الأسد أن “العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا هدفه استمرار إضعافها فقط، مشيراً إلى أن “الأهداف التي تقصف سوريّة ولا علاقة لإيران بها”.
سوريا والجامعة العربية
أكد الرئيس الأسد أن “هناك بداية حراك عربي من خلال طرح الأفكار فقط”، لافتاً إلى أن “ سوريا بانتظار أي خطط تنفيذية أخرى لهذه الأفكار حول موضوع الأزمة السورية”.
وعن العلاقات السعودية – السورية، شدد الرئيس الأسد على أن “سوريا لم تقطع العلاقات يوماً مع الدول العربية.. قطع العلاقات ليس مبدأً صحيحاً في السياسة”.
ورد الرئيس الأسد في معرض السؤال عن حضور سوريا في القمة العربية المقبلة في الرياض، بأن “عضوية سوريا مجمدة في الجامعة العربية، ولا بد من إلغاء التجميد في إطار قمة عربية، ثم نشارك”، لافتاً إلى أن “الهدف هو العمل العربي المشترك، وليس القمة في حد ذاتها”.
يشار إلى أن الرئيس الأسد وصل إلى موسكو مساء الثلاثاء في زيارة اكتسبت أهميةً كبيرةً من حيث توقيتها وشكلها، في كونها زيارة رسمية وعلنية يشارك فيها وفد وزاري رفيع المستوى، وأتت بعد تنظيم من قِبل مسؤولي البلدين، وجرت فيها مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الأسد في مطار ڤنوكوڤا الدولي في موسكو حسب البروتوكول الروسي المعمول به باستقبال الرؤساء.
وأكد الرئيس بشار الأسد في لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، أمس الأربعاء، أن زيارته إلى موسكو تأتي تمهيداً لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وحظيت زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو اهتمام وسائل الإعلام الروسية، إذ أجرت وكالتي “نوفوستي” و”سبوتنيك” الروسية لقاءين، تحدث فيهما الرئيس الأسد عن المجالات السياسية والاقتصادية المختلفة.
أثر برس