أكد معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، خلال الاجتماع الرباعي بين نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، أن المدخل الأساسي للتواصل مع تركيا لا يمكن أن يتم إلا بعد أن انسحاب القوات التركية الكامل من سوريا.
قال سوسان: “إن سوريا تعاملت بإيجابية وانفتاح مع جهود الأصدقاء الروس والإيرانيين الرامية إلى إعادة التواصل بين سوريا وتركيا، ولكن الوصول إلى هذا الهدف له ظروف ومتطلبات موضوعية يجب توفرها، ويجب أن تكون هناك إرادة حقيقية وحوار جاد للوصول إلى ذلك، ومن الواضح أن أول هذه الظروف والمتطلبات هو الالتزام الكامل بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها”.
وأضاف أن “إعلان تركيا بشكل لا لبس فيه أنها ستسحب قواتها من الأراضي السورية والبدء بالانسحاب هو “المدخل لإعادة التواصل بين الجانبين” مضيفاً أنه “لم نرَ حتى الآن أي مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا أو بخصوص محاربة الإرهاب والقضاء عليه في شمال غرب سوريا وبالأخص في منطقة إدلب” وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وفي الوقت الذي تبرر فيه تركيا وجودها في سوريا هو حماية حدود بلادها من وجود “الوحدات الكردية” أكد سوسان، أنه “وجود أي خطر إرهابي يفرض عملياً وقانونياً التعاون والتنسيق مع الدولة المعنية لمواجهة ذلك، وقد عبرت سوريا عن استعدادها لمثل هذا التعاون طالما أنه يتم في إطار احترام سيادتها ووحدة أراضيها” لافتاً إلى أن “مسؤولية ضبط الحدود بين الدول المتجاورة هي مسؤولية مشتركة وتتم بالتعاون، لا بالإجراءات الأحادية التدخلية أو غير الشرعية، كما أن محاربة الإرهاب لا تتم بانتقائية أيضاً” لافتاً إلى أنه “في إطار ما سبق يمكن التعاون في موضوع عودة اللاجئين السوريين من تركيا الى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا”.
وأضاف سوسان، أن بلاده تشكر روسيا وإيران على جهودهما في مسار التقارب السوري- التركي، مشيراً إلى أنه في الوقت ذاته لا يمكن تجاهل بعض الملفات، حيث قال: “نشكر الأصدقاء الروس والإيرانيين على مساعدتهم القيمة لسوريا في مواجهة هذا الإرهاب ونقدر موقفهم الداعم لها طوال هذه السنوات، لكن بالمقابل لا نستطيع أن نغفل أن دولاً أخرى قد سلكت طريقا مختلفاً، واستغلت الوضع الذي خلقته هذه الحرب لإرسال قواتها بشكل غير شرعي إلى سوريا والتواجد على أراضيها بدون أي دعوة أو تنسيق مع الحكومة الشرعية هذا إضافة الى تقديم الدعم الى المجموعات الإرهابية في سوريا”، منوّهاً إلى أن “سوريا مع الحوار ومد جسور التواصل مع كل الدول حتى تلك التي كان لها أدوار سلبية خلال سنوات الأزمة وذلك بناء على ثوابتها الوطنية وانطلاقاً من حرصها على مصالح الشعب السوري”.
وبدأ اليوم الثلاثاء الاجتماع الرباعي بين نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، وذلك بعد مشاورات ثنائية جرت أمس الإثنين بين الوفد السوري والروسي، والسوري والإيراني.
يشار إلى أن هذا الاجتماع كان كم المفترض أن يُعقد في 15 و16 آذار الفائت، وتم تأجيله بسبب تشديد الجانب السوري على مطالب الانسحاب التركي الكامل من الأراضي السورية.