أثر برس

ما هو موقف واشنطن من التقارب الخليجي مع دمشق؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس أكّد عدد من الخبراء والأكاديميون أنّ الموقف الأمريكي العلني تجاه التقارب الخليجي مع سوريا هو الرفض ولكن لا يوجد تطبيق حقيقي على الأرض يؤكّد أن أمريكا تمنع ذلك، مشيرون إلى أنّه على الرغم من صعوبة خروج دول الخليج بالمطلق عن الخط الأمريكي ولكن بالنهاية هي دول ولها قرارات وليست دمى.

وجاء حديث الخبراء لـ”أثر” في الوقت الذي برزت فيه تطورات عدّة تصب في سياق التقارب العربي مع سوريا، حيث حصلت اجتماعات عدّة ولقاءات علنية من اجتماع “الرباعية” بين معاوني وزراء سوريا وتركيا وإيران وروسيا برعاية روسية، إلى اجتماع “سوري- سعودي- إيراني” على مستوى السفراء برعاية عراقية. على الرغم من تناقض مصالح دمشق وتحالفاتها مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، خاصة أنّ واشنطن ترتبط بعلاقات قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً، والتي باتت مؤخراً تتجه بوضوح للتنصل تدريجياً من العباءة الأمريكية.

فإلى أي مستوى يمكن أي يصل هذا التوجه؟

في هذا السياق تؤكّد أوساط أكاديمية في جامعة دمشق في حديث لـ”أثر” أن هذه المسألة من الصعب أن نجزم فيها، ولكن هناك قراءتين لها، الأولى ترتبط بدرجات التعاون الخليجي- الأمريكي والتي ليست بقليلة، أي أنه من الصعب أن يخرج الخليج عن خط أمريكا كلياً. أمّا الثانية، تؤكّد أنّ دول الخليج ليست “دمى”، وهي دول ولديها مصالح وقراءات وحالياً يثبتون أكثر شجاعة في بعض المسائل، موقفهم من أوكرانيا، وسوريا، على الرغم من الضغوط الأمريكية عليهم. مشيرة إلى أنّ نجاح ذلك يرتبط بمدى قدرة دول الخليج في الصمود بوجه الضغوطات الأمريكية وإقناع واشنطن بأهمية التقارب العربي مع دمشق لأن دول الخليج لها دور مهم في ذلك، فالأردن والإمارات بدأت في ذلك ومصر تعمل حالياً والسعودية تسعى إلى ذلك.

وفي السياق ذاته، يرى مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية – لندن، معتز خليل، معلقاً في تصريح لـ”أثر” عن ما يجري من تطورات في المنطقة العربية إزاء سوريا بتأكيد أنّه لو كان هناك اعتراض أمريكي لما قدمت مصر والإمارات والسعودية والأردن إلى التقارب مع دمشق وهذا يشير برأيه إلى وجود موافقة ضمنية غير علنية فعدم الاعتراض الفعلي وغير المقترن بحقائق على الأرض يعني أن الدول الغربية موافقة موافقةً غير مباشرة على ما يحصل.

ورأت الأوساط الأكاديمية أنّ “المرحلة الحالية تحتاج إلى تقارب عربي وتفاهم يخدم شعوب المنطقة وجميع الأطراف بحاجة إلى هذا التغيير الذي يعد مسألة أساسية لسوريا لأن سوريا عندما تكون بسياق عربي تكون دولة أقوى بكثير، لافتةً إلى أنّ كل ما جرى ويجري سيكشف عن مدى النجاح فيه الحدث القادم (أي قمة الرياض) التي ليس من السهل تأجيلها، وعلى ما يبدو تسير الأحداث تمهيداً لسياق واضح كمقدمة يبنى عليها حضور سوريا في حال تمت دعوتها للقمة.

الوساطة العراقية أكبر مما هو مسوق لها إعلامياً:

بالتوازي مع انعقاد اجتماع “الرباعية” قبل أيام، استضافت السفارة العراقية في العاصمة العُمانية مسقط، اجتماعاً حضره سفراء السعودية وإيران وسوريا لدى سلطنة عُمان، وشهد الاجتماع تبادل وجهات النظر في التطورات في المنطقة وأهمهما ما يجري في سياق إعادة العلاقات السورية- السعودية. حيث أكّد سفير سوريا في مسقط إدريس ميا في تصريح لصحيفة “الوطن” أن وجهة نظر الرياض لمستوى العلاقات بين البلدين تؤكد أنّ قوة المملكة العربية السعودية تشكل قوة لسوريا وقوة للعراق، والعكس صحيح، وأن السعودية حريصة على بناء علاقات عربية – عربية سليمة، وعبر عن أمله بعودة الأمان والاستقرار لكل ربوع سوريا.

واللافت للانتباه، أنّ العراق برز مؤخراً ليأخذ دوره بوصفه وسيط رئيس وساحة التقاء بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول جميع مشكلات المنطقة، وحقق نجاحاً واضحاً في وضع أسس المصالحة السعودية- الإيرانية بعد سلسلة من الاجتماعات التي استضافتها في العاصمة بغداد والتي توجت مؤخراً برعاية من بكين. وبالسياق نفسه، تعمل حالياً على ما يبدو لتكون صلة الوصل بين الأطراف المتنازعة سواء من جهة سوريا والمملكة، أم من جهة سوريا وتركيا. وفي هذا السياق، تؤكد الأوساط الأكاديمية أنّ هناك قوى إقليمية عدّة لها بالتأكيد مصلحة بما يحصل وتعمل على إعطاء هذا الدور العراق، مشيرة إلى أنّ بغداد حاضرة في العديد من القضايا ولها دور مهم وفعلي أكثر من تم إظهاره حقيقة في الإعلام.

وعلى الرغم من الصعوبات التي تمر بها المنطقة، تمنت الأوساط أن تصل جميع المسارات التي تجري حالياً لحل الأزمة السورية لأن السياسة لا يوجد فيها مستحيل.

وقالت: “نتمنى أنّ تصل هذه المسارات لوضع مستقر لو أن هناك شكاً في أن الأمور معقدة بسبب وجود صعوبة لأن الانتقال من حالة حرب وعنف إعلامي إلى تفاهم وتقارب صعبة إلى حداً ما بهذه السرعة، ولكن لا يوجد مستحيل في السياسة والأمل يحدث كل شيء”.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً