أثر برس

بعد التقارب السعودي- السوري.. السفير الأمريكي السابق لدى دمشق: ربما تعيد واشنطن تقييم سياستها تجاه سوريا

by Athr Press Z

سبق أن أكدت التحليلات الغربية والأمريكية أن عودة العلاقات بين سوريا والسعودية، سيكون خبراً سيئاً جداً للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد الزيارة التي أجراها وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى السعودية يجري الحديث عن الطريقة التي ستتعاطى بها الولايات المتحدة الأمريكية مع سوريا بعد هذه التطورات.

أشار آخر سفير أمريكي لدى دمشق وليام روبوك، في مقال نشره “معهد دول الخليج العربية” إلى أن “السعوديين على استعداد لدعوة سوريا لاستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية”، مشيراً إلى أن “ذلك كان على جدول المهام الدبلوماسية المتوقعة للرياض بحلول أواخر عام 2022، لكن يبدو أن الزلازل التي ضربت سوريا في أوائل شباط سرعت الجدول الزمني”.
واعتبر روبوك أن “الزيادة الطويلة في النشاط الدبلوماسي الإقليمي باتجاه المصالحات، تفيد بأن قرار السعودية في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ليس مفاجئاً، فغالباً ما تمثلت السياسة الخارجية السعودية في السماح للآخرين باتخاذ الخطوات الأولية والمتوسطة، بحيث يُنظر إلى تحركها في نهاية المطاف على أنه ترسيخ للإجماع العربي والإقليمي”، حسب تعبيره.
وأوضح السفير الأمريكي السابق في دمشق أنه “بالنظر إلى نفوذ الرياض الواسع في المنطقة وخارجها، ربما تعيد الولايات المتحدة تقييم سياستها تجاه سوريا، لكن من السابق لأوانه القول إلى أين قد يؤدي ذلك”، مشيراً إلى أن واشنطن ما تزال مصرة على فرض عقوبات على دمشق لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه “عدم استهداف العقوبات الأمريكية للنشاط الدبلوماسي السوري، ظل نهج إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خطابياً إلى حد كبير”.
ورجّح الدبلوماسي الأمريكي أن تجد الولايات المتحدة طريقة للتعاطي مع سوريا من دون الإضرار إضراراً خطيراً بعلاقات واشنطن مع زعماء الخليج الرئيسيين، لافتاً إلى أن المصالح الأمريكية على المدى المتوسط والطويل بمنطقة الخليج والمنطقة الأوسع سيعززها التعثر الاجتماعي والاقتصادي المحتمل للصين والأداء الكارثي لروسيا في حرب أوكرانيا.
وعن تراجع النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، قال روبوك: “إن عدم قدرة الولايات المتحدة، في كثير من الحالات، على إقناع شركائها بدعم سياساتها، كما هو حال دول الخليج حالياً، يشهد على هذه الخسارة الملموسة في النفوذ الأمريكي”، وفي هذا الصدد أكد السفير الأمريكي السابق لدى دمشق أن “الولايات المتحدة ستدفع ثمناً أعلى لضمان استمرار نفوذها، قد يشمل مراجعة للسياسات التي يعتبرها الحلفاء الإقليميون غير واقعية وغير حساسة للديناميكيات التي ستشكل المنطقة في العقد المقبل”.

تؤكد التقديرات أن التقرّب الخليجي والسعودي بالتحديد الحاصل مع سوريا، لم يكن مفاجئاً للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الأخيرة لم يعد بإمكانها فعل الكثير للحد من هذا التقرّب نظراً للتطورات الإقليمية الحاصلة، مشيرة إلى أن هذه التطورات دفعت حلفاء واشنطن سيما دول الخليج لتضييق هامش النفوذ الأمريكي عليها، وأخذ مساحة أكبر في قراراتها الخارجية.

أثر برس 

اقرأ أيضاً