بالتزامن مع الحراك السياسي الذي تشهده العاصمة السورية دمشق، لا تزال تُبدي قطر موقفها الرافض لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، فيما تشير بعض التسريبات إلى أن الدوحة لن تقف بوجه حالة إجماع عربي حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
ونقلت قناة “الميادين” عن مصادر غير الرسمية والمقربة من دوائر الحكم في قطر، أنَّ “سوريا عائدة لا محالة إلى موقعها العربي”، مشيرة إلى أن “الواقع السياسي يقضي بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2011″، وهو أمر ألمح إليه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حين قال في تصريح للإعلام القطري: “إن أيّ تغيير في الموقف من سوريا مرتبط أساساً بالإجماع العربي”.
كما أفادت مصادر “الميادين” أن القمة العربية المُزمع عقدها في 19 أيار المقبل قد تكون “تاريخية”، كما يصفها بعض المراقبين والسياسيين في الخليج والمنطقة، لجهة تحقيقها هذا الحضور السوري بعد أكثر من عقدٍ من الغياب.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة “الأخبار” عن مصادرها أن القطريين توسطوا لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، للبحث في تنظيم العلاقة مع القيادة السورية من جديد، إلا أن الرئيس الأسد لم يكن متحمساً لهذا الأمر.
وتعتبر قطر من أكثر الدول العربية تعنتاً حيال عودة سوريا إلى الجامعة العربية، فيما تؤكد التقديرات أن الدوحة لا يمكنها إيقاف حركة التقارب العربي من سوريا، وفي هذا السياق سبق أن نشرت صحيفة “النهار العربي”: “يرى مراقبون للمشهد السوري أن ثمة توزيعاً للأدوار بين كل من تركيا وقطر حيال كيفية التعاطي مع ملف التقارب مع سوريا، حيث تقوم تركيا بدور الدبلوماسية المرنة فيما تبدي قطر مواقف متشددة لتحقيق أهداف متنوعة من بينها إبقاء دمشق بين ناري الترغيب والترهيب لدفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات على طاولة المصالحة، وكذلك لحفظ ماء وجه قطر التي لعبت أدواراً أساسية في الأزمة السورية جعلتها تعاني حتى الآن من تداعياتها المتمثلة في توجيه اتهامات لها بدعم الإرهاب وتمويله، وثمّة من يرى من هؤلاء المراقبين أن قطر تربط تغيير موقفها إزاء الملف السوري بتغيير الرياض موقفها لأنها تريد أن تكون آخر بلد عربي يعيد تطبيع علاقاته مع دمشق، وبما أن المملكة العربية السعودية لا تزال تدور في فلك التصريحات من دون اتخاذ أي إجراء عملي للتقارب مع دمشق، فإن الدوحة ستظل متمسكة بموقفها المتشدد”.
يشار إلى أن هذه التسريبات جاءت بعدما عقدت الرياض اجتماع لمجلس التعاون الخليحي، الذي ناقش الملف السوري، وصدر عن الاجتماع بياناً ختامياً أكد على ضرورة عودة سوريا إلى محيطها العربي، دون أن يصدر عنه موقف نهائي من عودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية.
أثر برس