خاص || أثر برس لم تسلم قطع غيار السيارات من ارتفاع الأسعار بل أصبحت مرهقة للسائق إذ باتت السيارة تحتاج إلى تخصيص ميزانية خاصة لإجراء الصيانة وتبديل ماهو تالف.
مراسلة “أثر” جالت على عدد من محلات بيع قطع غيار السيارات في دمشق فكانت النتيجة واحدة، والأسعار ارتفعت بنسبة 60% خلال فترة وجيزة بحسب ما أجمع عدد من أصحاب المحلات.
ويقول ناصر (صاحب محل لبيع قطع غيار السيارات) في محلة الفحامة لـ”أثر” إن القطع شبه مفقودة وتستلزم وقت حتى تصل إلى دمشق إذا طلبها الزبون (توصاية)؛ أما إذا قرر صاحب السيارة تركيب قطعة مستعملة؛ فتكون بنصف عمر وأقل سعر.
زاهر (ميكانيكي) يعمل في مجال صيانة السيارات في إحدى ورشات الإصلاح والميكانيك منذ أكثر من 10 يؤكد لـ”أثر” أن القطع غير متوفرة بسبب ارتفاع أسعار الشحن والدولار وزيادة الطلب، فكلها ساهمت في رفع أسعار القطع، وأيضاً طلب قطع محددة من التجار يجعلهم يتحكمون في السعر بحجة عدم توفرها، أو الوقت الذي تستغرقه، وإمكانية توفرها.
عامر يمتلك سيارة من نوع هونداي سينتافيه موديل 2007، يتحدث بأنها تتعطل بشكل دائم نظراً لحالة الطرق السيئة والحفر الموجودة، إضافة لموضوع الوقود السيئ للغاية الذي يتسبب بأعطال دورية، حيث يقوم دوماً بتنظيف (البخاخات) التي تتعطل أيضاً بسبب الوقود.
بدوره، بين نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة السيارات محمد سالم زرقاوي لـ”أثر” أن هذا الارتفاع بالأسعار لا يقتصر فقط على قطع التبديل إنما على أجرة الصيانة والاصلاحات؛ مضيفاً أن الأسعار تشهد تغيرات بشكل يومي باتجاهين صعود ونزول تبعاً لأسعار صرف الليرة مقابل الدولار، كون القطع مستوردة من الخارج.
ويرى زرقاوي أن الإقبال على الإصلاح قليل، ويتم في حالات الضرورة فقط، والفئات الأكثر قصداً للصيانة هي أصحاب السيارات العمومية (التاكسي، السرفيس)، موضحاً أنهم بحاجة لإصلاحات شهرية بتكلفة لا تقل عن 500 ألف ليرة، عدا عن أن كلفة “غيار الزيت” وصلت لـ200 ألف ليرة، وإصلاح الدولاب أو استبداله بـ 650 ألف ليرة، مشيراً إلى أنه رغم ارتفاع التكلفة إلا أن تجار هذه المهنة والحرفيين الذين يعملون بها خاسرون.
ووفق نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة السيارات فإن قطع الغيار التي تتوفر في الأسواق هي من النوعية الصينية والكورية ؛ حتى أنها نادرة في الأسواق لدرجة أنه توجد قطع غيار مغشوشة في السوق تتعطل خلال أيام من تركيبها.
وشرح زرقاوي أن أكثر قطع الغيار التي عليها طلب عليها هي قطع الدوزان بسبب وضع الطرقات وكثرة الحفر والمطبات والميكانيك بسبب رداءة أنواع الزيوت المستخدمة والطبون والصاج لكثرة الحوادث.
ماذا عن أسعار السيارات؟
لفت زرقاوي خلال حديثه مع “أثر” إلى أن أسعار السيارات بدورها مرتفعة للغاية، وأرخص نوعية منها لا يقل عن 20 مليون ليرة سورية وهي من النوع القديم (غولف، لانسر)، مؤكداً على ضرورة إيقاف السيارات القديمة التي تعود للسبعينيات ومنها فولكسفاغن موديل 76، كون غالبها معدلاً ومقصوصاً.
دينا عبد – دمشق