بالتوازي مع اتساع دائرة الانفتاح العربية حول سوريا في الآونة الأخيرة، تمهيداً لاستعادة مقعدها في الجامعة العربية من جهة، وسعي موسكو وطهران للمضي في مسار التقارب بين دمشق وأنقرة من جهة أخرى، يحاول المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون استثمار تلك التطورات في تثبيت حلّ للأزمة السورية.
وفي هذا الصدد، عبّر بيدرسون، الذي نشط في الأسبوعين الماضيين عبر إجراء سلسلة لقاءات مع مسؤولين سعوديين ومصريين وأردنيين بهدف تحريك المسار الأممي، عن تفاؤله بحلحلة المشهد السوري.
وقال بيدرسون في كلمةٍ له خلال جلسة في مجلس الأمن برئاسة روسيا، إنّ “سوريا مقبلة على نقطة فارقة ومهمّة في ظلّ الاهتمام المتزايد من دول المنطقة”، مضيفاً: إنّ “تواصل مسار “أستانا”، والحراك الدبلوماسي القائم حالياً، من شأنهما أن يساهما في الدفع نحو الحلّ الأممي وفق القرار “2254”.
وأكّد المبعوث الأممي أنّ “الأوضاع في سوريا لا يمكن حلها من قِبل طرف واحد”، مجدداً التذكير بمبادرته “خطوة مقابل خطوة”، والتي تقضي بالتطبيع مع دمشق مقابل خطوات تتخذها الأخيرة على الأرض.
وفي الجلسة التي عُقدت الخميس الفائت، استمع بيدرسون إلى طروحات عدّة بشأن تغييرات يجب القيام بها إزاء الأوضاع في سوريا، وهي طروحات تتقاطع أيضاً مع المبادرة التي يقودها الأردن، ما يمكن أن يمثل فرصة، وفق بيدرسون، لإعادة تنشيط مسار “اللجنة الدستورية”، وإحياء “خطوة مقابل خطوة”.
وفي هذا السياق، يشارك وزير الخارجية فيصل المقداد في اجتماع وزراء خارجية سوريا والسعودية والأردن ومصر والعراق الذي يُعقد غداً الاثنين في العاصمة الأردنية عمّان لمتابعة بحث عدد من القضايا التي تمّ طرحها خلال الاجتماعات والاتصالات التي جرت مؤخراً”، وفقاً لبيان الخارجية السورية.
ويضم الوفد السوري المرافق للوزير المقداد، كلاً من معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، وجمال نجيب مدير مكتب الوزير، والمستشار إهاب حامد من مكتب الوزير.
وفي غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أمس، أن الجولة “20” من مباحثات صيغة “أستانا” للدول الثلاث الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) لعملية التسوية في سوريا، ستُجرى في النصف الثاني من العام الجاري.
وقال فيرشينين في تصريحات في نيويورك، إنّ “اجتماعات صيغة “أستانا” عالية المستوى تجري بصورة منتظمة، ومن المقرر عقد الاجتماع القادم في النصف الثاني من هذا العام؛ ولكن ليس هناك موعد محدد بدقة بعد”، موضحاً أن “صيغة “أستانا” تتمتع بفعالية كبيرة، وكانت جرت ضمن أطرها اجتماعات على المستوى الوزاري وعلى مستوى الممثلين الخاصين للبلدان المشاركة”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
وأضاف فيرشينين: “إننا نرى في كل مرة أن هذه الصيغة تشكّل عاملاً مهماً لاستقرار الوضع فيما يتعلق بحل الأزمة في سوريا والتسوية في المنطقة عموماً”، مشيراً إلى أنه “ظهرت حالياً تطورات إيجابية بصدد سوريا وبالدرجة الأولى ما يتصل بتعزيز علاقاتها مع بلدان أخرى في المنطقة، وهذا أمر مرحب به”.
يُشار إلى أنه مع تصاعد وتيرة التقارب مع سوريا، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية جددت رفضها التطبيع مع دمشق وعودة العلاقات معها، وتعليقاً على ذلك، نشرت الخارجية الأمريكية تغريدة على “تويتر” في 27 نيسان الجاري، أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا لي اجتمعت مع “هيئة التفاوض السورية المعارضة” وأكدت في اللقاء، أنَّ “سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تتغيَّر: لا تطبيع مع سوريا في ظل غياب تغيير سياسي دائم، والدعم القوي لقرار مجلس الأمن رقم 2254 بما في ذلك دور المعارضة السورية”.
أثر برس