انتهى أمس الإثنين اجتماع وزراء خارجية سوريا والأردن والعراق والسعودية في عمّان، لبحث الملف السوري، في بيان طرح جملة من النقاط التي أوحت وجود تفاهم عربي- سوري وتفهّم سوري لما طُرح في الاجتماع من قبل وزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع.
اجتماع عمّان التشاوري خرج ببيان ختامي ركّز على ملفات ثلاثة (عودة اللاجئين السوريين وتأمين البيئة المناسبة لهم وتأمين الحدود المشتركة بين سوريا والدول المجاورة وتشكيل فريقي عمل مشتركين من السياسيين والأمنيين، خلال شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنهاء هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها، والملف الثالث ارتبط بالعمل على استئناف أعمال لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن، وتشكيل فريق فني على مستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة في سياق هذا المسار المستهدف معالجة حل الأزمة في سورية ومعالجة جميع تداعياتها)، وأفادت صحيفة “الوطن” السورية بأن الوزراء سيتواصلون مع الدول العربية الشقيقة ومع الدول الصديقة، ومع الأمم المتحدة لإطلاعهم على مخرجات الاجتماع.
ثمّة عوامل عدة أكدت أهمية اجتماع عمّان، فإلى جانب أنه الاجتماع الأول الذي يُعقد بين وزراء خارجية عرب بحضور سوريا منذ بداية الحرب، وجاء استكمالاً لاجتماع مجلس التعاون الخليجي قبل أسبوعين في جدة، تشير صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن هذا الاجتماع “جزء من سلسلة مستمرة من الأحداث، فقبل أسبوعين زار وزير الخارجية فيصل المقداد، السعودية لأول مرة منذ 12 عاماً، ومؤخراً عقدت روسيا اجتماعاً مع مسؤولين إيرانيين وسوريين وأتراك، من جهة أخرى ، أرسلت تونس مبعوثاً إلى سوريا لأول مرة منذ 11 عاماً ، بعد أن زار المقداد تونس منتصف نيسان، وقبل شهر، زار مقداد القاهرة لتجديد العلاقات وهي زيارة جاءت بعد زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق في أواخرشباط، وقبل شهر زار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان دمشق” مضيفة أن كل ذلك يأتي في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لزيارة سوريا” مؤكدة أن “اجتماع الأردن مهم لتعزيز عودة سوريا المحتملة إلى المزيد من الاجتماعات والمنظمات ذات التوجه العربي ، مثل جامعة الدول العربية”.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن هذا الاجتماع يأتي في الوقت الذي “تسعى فيه المملكة، التي ستستضيف اجتماعاً لجامعة الدول العربية هذا الشهر، إلى إقناع الدول الأعضاء الأخرى باستعادة عضوية سوريا”.
فيما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر أردني تأكيده على أن “حضور الوزير السوري يُرسل إشارة قوية على دعوة دمشق للقمة العربية المقبلة في الرياض” وكذلك لفتت الصحيفة إلى أن “وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر، أعربوا عن تقديرهم للانخراط الإيجابي الذي أظهره وزير الخارجية السوري، في بحث المبادرات والخطوات التي عرضت خلال الاجتماع”.
يشار إلى أن معظم التسريبات أكدت قبل الاجتماع أن هذا اللقاء سيحسم بعض الملفات حول سوريا، وفي هذا السياق قال مدير “مركز القدس للدراسات” -ومقره الأردن- عريب الرنتاوي، في حديث لـ”أثر”: “حصل مجموعة من الاتصالات العربية- العربية والعربية- السورية وجرى تبادل الكثير من الأفكار والمقترحات لما يمكن تحقيقه وما يتعذر تحقيقه ، وبالتالي فإن هذا الاجتماع يعتبر مهماً جداً لأنه ربما يُبنى عليه الموقف النهائي من دعوة دمشق للمشاركة في القمة العربية” مضيفاً أنه “في اجتماع جدة طرح بعض العرب ملاحظات ومطالبات للتطبيع مع سوريا وعودة سوريا للجامعة”، موضحاً أنه عندما زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق، “أوصل هذه الملاحظات إلى الجانب السوري، ومن المفترض أنه توصل لأجوبة بهذا المجال”.