قبل يومين من اجتماع وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران روسيا في موسكو، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه من الممكن أن يلتقي الرئيس الرئيس بشار الأسد مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في العام الجاري.
ووفقاً لما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية فإن أوغلو أشار إلى أنه من المحتمل أن يلتقي الرئيسان بعد اجتماع وزراء الخارجية المفترض إجراؤه في العاشر من الشهر الجاري، وقال: “المرحلة التالية هي لقاء الرئيسين، وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وسيتم اللقاء في العام الجاري”، فمن المفترض أن يلتقي وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو بتاريخ 10 أيار الجاري، وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” السورية، دون أن يصدر أي تصريح رسمي سوري.
ويتزامن تصريح أوغلو، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية، حيث يواجه أردوغان في هذه الانتخابات منافسة حادة مع كمال كليجدار أوغلو، وأشارت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية إلى أن “شعبية أردوغان تأثرت بعوامل عدة بينها نهجه الاقتصادي، وفضائح فساد، فضلاً عن تعامل حكومته مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شباط الماضي”.
وفي هذا السياق، تؤكد التحليلات التركية أن أردوغان يرغب قبل الانتخابات الرئاسية أن يحقق تقدماً في مسار التقارب السوري- التركي، حيث أكد السفير التركي السابق لدى سوريا عمر أنهون، في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” في آذار الفائت، أن “أردوغان يريد شيئاً ملموساً مع الرئيس الأسد قبل الانتخابات الحاسمة في 14 أيار، لأنه يحتاج إلى إظهار أنه على الرغم من كل ما حدث، لا يزال بإمكانه وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأنه الشخص الذي يمكنه حل المشكلة”.
وكان الرئيس الأسد قد أكد في الزيارة التي أجراها إلى موسكو في آذار الفائت، رداً على سؤال عن احتمال إجراء لقاء مع أردوغان أن “اللقاء مع الرئيس أردوغان مرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب في سوريا، هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن يكون هناك لقاء بيني وبين الرئيس أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟”.
سبق وأن أكد الرئيس التركي رغبته بلقاء الرئيس الأسد، حيث دعا في كانون الأول 2022 إلى إجراء اجتماع رئاسي مع الرئيس الأسد.
وشهد مسار التقارب السوري- التركي مؤخراً مؤشرات إيجابية أبرزها إجراء اجتماع وزراء دفاع سوريا وتركيا وإيران وروسيا، في 25 نيسان الفائت، وأكدت الدفاع السورية في نهاية هذه الاجتماع أنه “تمت مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4″.
يشار إلى أنه منذ تفعيل مسار التقارب السوري- التركي تشدد الدولة السورية على عدم حصول التقارب قبل أن تُبدي أنقرة نيتها في إعادة الأراضي التي تسيطر عليها إلى الدولة السورية، وبهذا الصدد أكد المحلل الاستراتيجي كمال الجفا، في حديث لـ”أثر” وجود سيناريوهات من شأنها أن تحل الملف العسكري بين سوريا وتركيا، مشيراً إلى أنه يمكن أن تجري تركيا مبادرة حسن نية في إنجاز الانسحاب من الجزء الجنوبي من طريق M4، وتنكفئ القوات التركية إلى الشمال مسافة 6 كم”، مضيفاً أنه “سيتم في البداية تسيير دوريات رباعية وثنائية، وتعمل هذه الدوريات في مدد زمنية محددة على تأمين انسحاب فصائل المعارضة المسلحة من جنوب M4″.