التقى أمس الأربعاء رئيس أركان الجيش السوري الفريق الركن عبد الكريم محمود إبراهيم، نظيره الإيراني اللواء محمد باقري، في إيران وأكدا أنه نظراً إلى المتغيرات الجديدة العالم بات بإمكان البلدين إحداث تحوّل في هذا العالم.
وقال إبراهيم، في اللقاء: “لدينا علاقات ودّية وجيّدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالنظر إلى المتغيرات الموجودة في اتجاه إنشاء نظام عالمي جديد ودحر هيمنة الدول الإمبريالية، فإن بإمكاننا بهذا التعاون أن نسرع في حصول هذا التغيير في النظام الجديد”.
وأجرى إبراهيم اجتماعاً مع القوات المسلحة الإيرانية وقال: “تمت في هذا الاجتماع مناقشة القضايا التي تهم الطرفين وتبادل الآراء حولها ونحن لدينا منذ القدم تعاون مع جمهورية إيران الإسلامية بما يخدم مصالح البلدين وسنواصل هذا التعاون”، وفقاً لما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية.
وتأتي زيارة رئيس هيئة الأركان السوري إلى إيران، بالتزامن مع الحديث عن تطور التعاون العسكري بين الجانبين، ففي 8 أيار الجاري أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، أن بلاده مستعدة لتزويد سوريا بأحدث الأسلحة الدفاعية، مشيراً إلى أنّ وقت إعادة الإعمار في سوريا في مختلف المجالات قد حان، وذلك في لقاء جمع آشتياني، مع وزير الدفاع علي عباس، في زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى سوريا.
وفي 25 شباط 2023، أعلن تلفزيون الرسمي الإيراني أنه من المرجح جداً أن تمد إيران سوريا بالرادارات والصواريخ الدفاعية، مثل منظومة “خرداد 15″، لتعزيز دفاعاتها الجوية، في مواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، موضحاً أنه “في زيارة مسؤولين عسكريين سوريين رفيعي المستوى بمن فيهم وزير الدفاع علي محمود عباس إلى إيران، تم التوصل إلى اتفاق لتصدير طهران معدّات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية إلى سوريا”، مشيراً إلى أنه “لا يتم إعلان إلا أجزاء فقط من اتفاقية دفاعية جرى توقيعها في الآونة الأخيرة مع سوريا”.
التعاون الإيراني- السوري في مجال الدفاع، لاقى اهتماماً “إسرائيلياً” لافتاً، حيث سبق وأن نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تقريراً تعقيباً على احتمال تزويد إيران سوريا بصواريخ “خرداد 15” أكدت فيه أن “هذه الخطوة الإيرانية لها تداعيات على دور روسيا في سوريا، وربما على دور تركيا والولايات المتحدة، وكذلك على سياسة إسرائيل إزاء سوريا”، مؤكدة أن “خرداد 15 له قدرات مهمة للغاية، ويمكنه اكتشاف الأشياء حتى عن بعد 150 كيلومتراً باستخدام الرادار، والاشتباك مع أهداف على بعد 45-75 كيلومتراً، ويمكن للنظام أن يواجه عدداً من التهديدات في نفس الوقت، إضافة إلى أنه يستخدم النظام صاروخ يُدعى صياد3″، مضيفة أن “بعض التقييمات ترى بهذا النظام أنه يُعتبر تحسيناً لنظام S-300 الروسي الصنع”.
وتأتي هذه التصريحات الإيرانية بعد ما يقارب أسبوع من الزيارة التي أجراها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى سوريا وأكد فيها أن “هذه الزيارة تمثل انعطافة في توسيع العلاقات بين إيران وسوريا”، وتم فيها ولأول مرة بتاريخ العلاقات بين البلدين، توقيع اتفاقية تعاون شامل.
يشار إلى أن تقارير عبرية عدة أكدت أن زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة سيكون لها تأثير في الكيان الإسرائيلي، وأكد حينها المراسل العسكري لقناة “12” العبرية “نير دفوري” أن “هذه الزيارة ضارة بإسرائيل، وتسعى إلى تعزيز الجبهة في مواجهة تل أبيب”، وكذلك أشار تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إلى أن “الزيارة جاءت في الوقت الذي تعتبر فيه “إسرائيل” أن الوجود الإيراني في سوريا مصدر قلق كبير لها”.