لم يكن أشد المتشائمين من أنصار “تحالف الجمهور” الذي يمثله رجب طيب أردوغان، أو أنصار “تحالف الأمة” الذي يمثله كمال كليتشدار أوغلو، معتقداً بأن تعتمد نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة على الرجل الثالث سنان أوغان بعد حصوله على 5.2 من الأصوات، في حال إذا قرر دعم أردوغان أو أوغلو.
من سيدعم أوغان؟
ربط أوغان دعمه لأي من الطرفين في تصريحات صحفية له، بشرطين أساسيين هما “محاربة الإرهاب” و”ترحيل اللاجئين”.
وعن الجهة التي سيدعمها حزبه “القومي” في الجولة المقبلة، قال أوغان: إنه “دعا كامل مكوّنات تحالفه السياسي (الأجداد) إلى اجتماع للتشاور في هذا الصدد”، مشيراً إلى أنهم “سيصلون إلى نتيجة في أقرب وقت قدر الإمكان وبالإجماع”، وفقاً لما نقله موقع “CNN TURK“.
وكان أوغان كشف في 11 أيار الجاري خلال مشاركته في بث مباشر مع الصحفي “بهار فيزان”، عن شروطه وطالبه في حال انتقلت الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية: “سنناقش مطالبنا مع الأطراف التي سنجلس معها على الطاولة، وبالطبع، لن نكون شركاء بالمجان، سيكون لدينا مطالب مثل الحصول على حقائب وزارية وما شابه”.
وأعلن أوغان أيضاً خلال البث أن “الجولة الثانية ستحدد نتيجة الانتخابات، وبأنه سيستشير داعميه من الأحزاب في التحالف بشأن الشخص الذي سيدعمه في الجولة الثانية”.
وعقب البدء في عملية فرز الأصوات، قال أوغان: “كان من المتوقع منذ البداية أن تنتقل الانتخابات إلى الجولة الثانية، سيكون لدينا 15 يوماً صعباً أمامنا”، وأضاف: “سيكون الأتراك القوميون والأتاتوركيون هم من سيحددون نتيجة الجولة الثانية”.
وأوضح أوغان أنّ “تحالفه سيضع شروطاً معينة لدعم المرشح الرئاسي في الدورة الثانية من الانتخابات من مثل “عدم قابلية تغيير البنود الأولى الأربعة من الدستور إلى جانب المادة 66، ووضع حاجز ضد محاولات إزالة تركية من الدستور، وإعادة ترحيل 13 مليون لاجئاً”.
وشدد أوغان على “ضرورة التخلص من التضخم الحاصل نتيجة الفائدة معتبراً إياه السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا”.
“صانع الملوك”
وصفت وكالة “رويترز” سنان أوغان في تقرير نشرته اليوم، بأنه “صانع الملوك”، نظراً إلى توقعات بتأثيره في الجولة المقبلة التي ستجري بين المرشح كمال كليتشدار أوغلو ورجب طيب أردوغان.
ويبلغ السياسي القومي التركي سنان أوغان 55 عاماً، وهو أكاديمي من أصول أذرية، دخل الانتخابات كمرشح لتحالف “آتا” (الأجداد) المكوّن من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، أبرزها حزب “النصر” وحزب “العدالة”.
وبدأت مسيرة أوغان السياسية عام 2011 من خلال حزب “الحركة القومية”، وصار نائباً عن مسقط رأسه في ولاية “إغدير” الواقعة شرقي تركيا على الحدود مع أذربيجان، وتضم عدداً كبيراً من السكان ذوي الأصول الأذرية.
ومع بداية مسيرته السياسية، كانت لأوغان علاقة جيدة بزعيم حزب “الحركة القومية”، دولت بهيتشلي، استمرت حتى عام 2015، عندما تبنى الحزب سياسة داعمة لسياسات حزب “العدالة والتنمية” (الحاكم) في أعقاب انتخابات عام 2015 الرئاسية.
ووفق موقع “Haberler” التركي، فإنّ “أوغان أكمل دراسات الدكتوراه في جامعة “موسكو” الحكومية للعلاقات الدولية، ويتحدث اللغة الروسية بطلاقة، إلى جانب الإنجليزية.
أثر برس