بالتزامن مع عقد الاجتماعات التحضيرية لإجراء القمة العربية لأول مرة بحضور سوريا، بعد 12 عاماً من تجميد مقعدها، أكد رئيس وزراء قطر عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن بلاده لا تريد الخروج عن الإجماع العربي المتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وفي الوقت الذي ما زالت تحافظ فيه قطر على موقفها الرافض لعمليات التقارب مع سوريا قال ابن جاسم من الدوحة: “نحن أوضحنا موقفنا فيما يتعلق باتخاذ قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ولا نريد الخروج عن الإجماع العربي، تجاه عودة سوريا للجامعة العربية”، وفقاً لما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.
ولفت إلى أن “الحل الوحيد هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة السورية”، مشيراً إلى أن “الحل لإعادة الاستقرار إلى سوريا، يجب أن يرضي الشعب السوري”.
وتابع ابن جاسم: “كان هناك تنسيق بين دول مجلس التعاون إضافة إلى مصر والمملكة الأردنية والعراق، وتباينت المواقف ليس في الأهداف ولكن في المنهجية للوصول إلى هذه الأهداف وهذا شيء طبيعي، ولكن ندعم أن يكون هناك عمل بناء لتحقيق هذه الأهداف وأن تسهم أي خطوة تطبيع مع الدولة السورية في تحقيق مثل هذا الهدف”.
وعندما تم إعلان عودة سوريا إلى الجامعة العربية أكدت قطر أن موقفها من التقارب مع سوريا لم يتغير لكنها لن تعارض الإجماع العربي، وقال حينها مستشار وزير الخارجية القطري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري: “إن موقف دولة قطر من التطبيع مع سوريا لم يتغير”، منوهاً بأن “قطر لن تكون عائقاً في سبيل تحقيق الإجماع العربي”.
تسريبات صحافية تتعلق بالموقف القطري
منذ أن بدأت التحركات العربية تتسارع إزاء سوريا، انتشرت عدد من التسريبات عن حقيقة الموقف القطري من عودة العلاقات مع سوريا، حيث نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في نيسان الفائت عن مصادرها أن “القطريين توسطوا لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، للبحث في تنظيم العلاقة مع القيادة السورية من جديد، إلا أن الرئيس الأسد لم يكن متحمساً لهذا الأمر”، وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “النهار العربي” تحليلاً أكدت فيه أنه “تشير التقديرات إلى أن ثمّة توزيعاً للأدوار بين كل من تركيا وقطر حيال كيفية التعاطي مع ملف التقارب مع سوريا، حيث تؤدي تركيا دور الدبلوماسية المرنة بينما تبدي قطر مواقف متشددة لتحقيق أهداف متنوعة من بينها إبقاء دمشق بين ناري الترغيب والترهيب لدفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات على طاولة المصالحة، وكذلك لحفظ ماء وجه قطر التي أدا أدوار أساسية في الأزمة السورية جعلتها تعاني حتى الآن من تداعياتها المتمثلة في توجيه اتهامات لها بدعم الإرهاب وتمويله، وثمّة من يرى من هؤلاء المراقبين أن قطر تربط تغيير موقفها إزاء الملف السوري بتغيير الرياض موقفها لأنها تريد أن تكون آخر بلد عربي يعيد تطبيع علاقاته مع دمشق، وبما أن المملكة العربية السعودية ما زالت تدور في فلك التصريحات من دون اتخاذ أي إجراء عملي للتقارب مع دمشق، فإن الدوحة ستظل متمسكة بموقفها المتشدد”.
وبعد إعلان قرار الجامعة العربية الذي يقضي بعودة سوريا إلى شغل مقعدها في الجامعة العربية، أكد تقرير نشرته صحيفة “العرب” أنه “يرجح أن قطر تتريث في استئناف علاقاتها مع النظام السوري بخلاف جيرانها الخليجيين وبقية الدول العربية الأخرى، لكنها في النهاية قد تحذو حذوهم في توقيت معين”.
وجاءت عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد أسابيع قليلة من تصريح أدلى به رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد فيه أنه “لا يوجد شيء مطروح حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية وكلها تكهنات”.
يشار إلى أن الوفود السورية بدأت في الأسبوع الجاري التوافد إلى مدينة جدّة السعودية، حيث وصل وفد اقتصادي، وبعد وصل وفد الخارجية السورية، لإجراء اجتماعات تحضيرية للقمة العربية المفترض إجراؤها بعد يومين بتاريخ 19 أيار الجاري، وانطلقت اليوم الأربعاء اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية بحضور وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي عقد على هامش هذا الاجتماع لقاءات ثنائية مع نظيره اللبناني والأردني والتونسي والعماني والإماراتي.