خاص|| أثر برس تنتهي يوم السبت القادم المهلة التي حددها الجانب العراقي في معبر فيش خابور لأصحاب الجنسيات الأجنبية والمرضى ليقرروا البقاء في الجانب السوري أو التوجه إلى العراق ليدخل المعبر الذي يربط بين إقليمي شمال العراق وسيمالكا مرحلة الإغلاق النهائي .
وكانت حكومة إقليم شمال العراق برئاسة “الحزب الديمقراطي الكردستاني” قد أغلقت المعبر من دون سابق إنذار، حيث يعتبر هذا المعبر بمثابة الشريان الأساسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُغلق فيها حكومة شمال العراق المعبر، فيما يبدو أن الأمر مختلف، وقالت مصادر كردية فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ”أثر”: “إن الجانب الأمريكي دخل مباشرة على خط الوساطة بين الجانبين لإعادة فتح المعبر إلّا أن الأمريكي لم يتوصل إلى نتيجة في المرة الأولى بعد الإعلان عن الإغلاق مباشرة في 11 من الشهر الجاري”، مؤكداً أن الأمريكي دخل للمرة الثانية للوساطة بين الجانبين لإيجاد حل لفتح المعبر حالياً ولكن إلى الآن لا نتائج أو مؤشرات.
وتتهم حكومة إقليم شمال العراق “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” باستخدام المعبر لتهريب الأسلحة وإدخالها، ومخالفة الاتفاقيات التي جرت بين الطرفين لإدارة شؤون المعبر الذي فُتح أساساً لأغراض إنسانية، علماً أنه معبر غير شرعي ولم يكن ضمن المعابر الرسمية الحكومية في المنطقة.
ويعتبر معبر سيمالكا الشريان الأساسي والأهم بالنسبة لـ”قسد” سيما أن المعابر الباقية والمتمثلة بمعبر “عون الدادات” المخصص فقط لعبور المدنيين، حيث أوقفت الحركة التجارية في المعبر منذ ثلاثة سنوات، كما تم تخصيص معبر “الحمران” لعبور النفط فقط، الذي يخرج من مناطق “قسد” إضافة إلى معبر “الطبقة” الذي يربط بين الحكومة السورية والمناطق التي تستولي عليها “قسد”.
ووفق مصادر كردية متقاطعة تصل واردت معبر سيمالكا من الحركة التجارية يومياً إلى نصف مليون دولار أمريكي، الأمر الذي سيكون له آثار اقتصادية سيئة على المناطق التي تستولي عليها “قسد” لذلك تسعى الأخيرة بكل الطرق لإعادة فتح المعبر وإعادة الحركة التجارية.
وفي السياق ذاته، التقى المعبوث الأمريكي إلى شمال شرق سوريا نيكولاس غرينغر، في 15 آيار الجاري بمسؤولين من “قسد” و”المجلس الوطني الكردي” لحل المشاكل بين الطرفين والتصعيد الآخير الذي أدى لإغلاق المعبر، وأكد المبعوث الأمريكي في حديثه لـ”المجلس الوطني الكردي” أن موضوع منع عبور أعضاء “المجلس الوطني” من سيمالكا لن يتكرر خلال الفترة القادمة، بينما أشار بيان “المجلس الوطني الكردي” أن “قسد” لم تتطرق أساساً لهذا الاجتماع و لم تُصدر أي بيان بهذا الخصوص ما يشير إلى ملامح أزمة جديدة بين مختلف الأحزاب الكردية بشأن إدارة المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن إصرار حكومة إقليم شمال العراق على إغلاق معبر سيمالكا قد يعيد الحديث مجدداً عن افتتاح معبر اليعربية ربيعة الحدودي وهو المصدر الرسمي الوحيد الذي يربط العراق بسوريا والمغلق بموجب فيتو روسي وفشل محاولات افتتاحها، وافتتاح اليعربية يعني أن تعود الحكومة السورية إلى المعبر من جديد لإدارة شؤونها إلا أن تواجد “قسد” في منطقة المعبر واستيلائها على كل المحاور هناك قد يصعب من الافتتاح، علماً أن الحديث عن افتتاح معبر اليعربية ليس جديد، حيث تم التداول سابقاً عن نية لاستكمال انتشار الجيش السوري على الحدود وصولاً إلى معبر اليعربية ونشر قوى الأمن الداخلي داخل المعبر لإدارة شؤونه إلا أن الامر لم يتم حتى الآن وبقي مرهوناً للتفاهمات الدولية والإقليمية.
جوان الحزام- الحسكة