خاص|| أثر تبدلت المفاهيم وتغيّرت العادات؛ فبعد أن كان جهاز العروس محطة أساسية للبدء بحياة جديدة باتت الفتيات (العرائس) تجود من الموجود مستغنية عن التحضير لجهازهنّ المتعارف عليه تقليدياً نظراً لارتفاع الأسعار.
تقول عالية التي تستعد للزواج بعد أسبوع: “(لن أجهز) سأحمل أغراضي التي أستعملها معي وأشتري ما ينقصني فقط فجولتي في المحال التجارية بحثاً عن الأساسيات ستكلفني أكثر من 15 مليون ليرة”؛ مضيفة لـ “أثر”: “سأتزوج من دون جهاز، لأن كل ليرة اليوم يحسب لها حساب وهذا ما اتفقت عليه مع أهل خطيبي”.
فاديا هي الأخرى تتجهز للزواج فما فعلته والداتها حركة تشكر عليها، موضحة لـ “أثر” أنها قامت بتجهيزها على مراحل إذ كانت كلما قصدت السوق، تشتري لها المناشف والبياضات والملاحف ومناديل المطبخ وثياب النوم، وتضيف ممازحة: “جهازي كفيل بأن يفتح ثلاثة بيوت، فأمي كانت تشتري لي عندما كانت البضاعة رخيصة الآن كل شيء غلا ثمنه وبلا مؤاخذة (البنت باتت تخرج بملابسها)”.
أما أبو زهير (تاجر يعمل في بيع ملابس وبياضات تجهيز العروس) يعتبر أن المناشف المزينة بالتطريز الناعم، من أهم أغراض العروس، مضيفاً لـ “أثر”: “في الأساس كان ثمنها مرتفعاً وهو لا يزال حتى اليوم، إذ لن تجدي طقم مناشف (واحدة كبيرة وإثنتان مفردات) بأقل من 300 ألف وإذا أرادت العروس أن تشتري أربعة مناشف فقط، فهي ستدفع 450 ألف كحد أدنى من النوع العالي الجودة”.
وتابع أبو زهير: “المناشف لا تنحصر بالعروسين فقط، إنما تشمل كل المنزل، أما روب الحمام (البرنص المزدوج أو العرايسي) فلا يقل عن 650 ألف ليرة وهو عبارة عن برنصين وشحاطة قماشية عدد 2 ومنشفتين فردية وهناك برانص من النوع الأول يصل سعرها إلى 800 ألف.
وعن الإقبال على شرائها، بيّن أنها مقتصرة على عيل معينة أما البقية فتشتري البرانص المفردة وتطبقها تطبيق وسعر الواحد منها 175 ــ 200 ألف ل.س وهو من النوع العادي.
أما مسابل السرير فلكل نوع وحجم سعر خاص حيث تبدأ الأسعار من 300 ألف بحسب السيدة رويدا التي تملك محل لتجهيز العرائس، وتقول لـ “أثر”: “أي عروس تحتاج إلى مسبلين للسرير وأوجه (مخدات) وشراشف أي تحتاج إلى مليونين ليرة أغطية للسرير وملاحف فقط”.
ومن مسؤوليات العروس أيضاً اختيار (اللانجوري) الذي إذا استغنت عن كل شيء فلم تستطيع الاستغناء عنه؛ ولكن بعد أن كان شراء هذه الملابس بالدزينة أصبحت العروس تشتري بالقطعة فطقم اللانجوري الخاص بالعروس وصل سعره إلى 250 ألف متضمنة قطعتين داخلي مع روب نوم خفيف.
تقول هند (فتاة مخطوبة) أنها بدأت بالتجهيز من الآن نظراً لارتفاع الأسعار فكل فترة تشتري قطعة لحين الانتهاء، مشيرة إلى أنها مؤخرة اشترت قطعتين للشتاء (بموسم التنزيلات) وأخريين للصيف، بنصف القيمة فملابس النوم عادة ما تكون العمود الفقري للجهاز، لكنها صارت لدى البعض من الماضي، هذا وبحسب هند تترافق ملابس النوم مع ثياب داخلية، باتت كلفتها اليوم تتجاوز المليون ليرة.
وتضيف هند لـ “أثر”: “أما الماكياج وأدوات التجميل فحدثي ولا حرج، وأصبحت تكلفتها تلامس النصف مليون ليرة، هذا إذا اقتصر الأمر على الأساسيات فقط لا غير”.
إذاً وبعملية حسابية بسيطة، نرى أن جهاز العروس بات يكلف أكثر من 15 مليون ليرة، وهذا المبلغ كفيل بأن يؤمن معيشة عائلة لأشهر، مع الإشارة إلى أن هذا المبلغ دون الحديث عن بدلة العرس وتكلفته فالعديد من الشبان السوريين باتوا يستغنون عن حفلة الزفاف “العرس” نتيجة ارتفاع الأسعار والتكاليف.
دينا عبد ــ دمشق