بعد ساعات من فوزه بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، توفر الإمكانيات لإعادة نحو 600 لاجئ سوري إلى ما يُطلق عليه مسمى “المنطقة الآمنة” شمالي سوريا، حيث سيطرة القوات التركية وفصائلها.
وقال إردوغان في “خطاب النصر”: “وفرنا الإمكانية لعودة نحو 600 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في سوريا حتى اليوم”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف إردوغان: “سنضمن عودة مليون سوري إضافي في غضون سنوات قليلة بمشروع سكني جديد ننفذه مع قطر”، متابعاً أن “عودة اللاجئين السوريين الطوعية إلى بلادهم عودة آمنة جزء مهم من سياستنا”.
وتفاقمت في الآونة الأخيرة حالة العداء في الشارع التركي بحق اللاجئين السوريين، الأمر الذي دفع إردوغان إلى جعل هذا الملف جزءاً أساسياً في حملته الانتخابية وإعلان مزيد من التحركات والوعود لإعادتهم إلى بلادهم، الأمر الذي جعل السوريين قلقين على مستقبلهم بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية، وفي هذا الصدد أشارت تحليلات استندت إلى آراء سوريين مقيمين في تركيا إلى أن هؤلاء يعتبرون أنفسهم بخطر مهما كانت نتيجة الانتخابات، ولفتت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في هذا الصدد إلى أن “حتى قبل الانتخابات، شعر السوريون أنهم تحت الحصار مع تزايد الترحيل القسري ومضايقات الشرطة وجرائم الكراهية العنيفة، أما الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي رحب باللاجئين السوريين في السابق، بات يكافح أيضاً في الاستجابة للغضب الشعبي وتعهد في حملته الانتخابية بإعادة مليون منهم طواعية إلى بلادهم”.
وكثّف المسؤولون الأتراك، في الأيام الأخيرة الفائتة التي سبقت الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية تصريحاتهم عن ضرورة عودة اللاجئين السوريين والخطط الموضوعة بهذا الخصوص، حيث قال إردوغان، في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة “تي أر تي خبر”: “في الوقت القريب سيتم وضع خريطة الطريق لعودة اللاجئين، وسيتم تحليل متى سيكون من الممكن ضمان عودتهم”، مشيراً إلى أن 450 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم من تركيا”، مضيفاً أن هناك خطة لعودة مليون لاجئ إلى شمال سوريا.
يشار إلى أنه سبق وأن أفادت وكالة “الأناضول” التركية بأن وزير الدفاع خلوصي أكار، زار منطقة الشمال السوري قبل يومين ووضع حجر الأساس لمشروع “مدن الطوب” أو “المنطقة الآمنة” الذي تعرب الدولة السورية عن معارضتها له، في خطوة تتعارض مع مسار التقارب السوري- التركي.