تعرضت حدود فلسطين المحتلة أمس السبت، لحادث أمني من طرف مصر الذي تربطه بالكِيان الإسرائيلي “معاهدة سلام” منذ عام 1979، وتسبب الحادث بمقتل 3 “جنود إسرائيليين” وجرح اثنين آخرين، وذلك بعدما اجتاز عنصر أمن مصري الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة واشتبك مع دورية “إسرائيلية” لساعات ما أودى بحياته.
على الرغم من أن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري غريب عبد الحافظ، أكد أن الحادثة كانت بغرض مطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأعلن بدء اتخاذ إجراءات البحث والتفتيش وتأمين المنطقة، فإن “المسؤولين الإسرائيليين” أكدوا أن الحادثة أكبر من مكافحة “تهريب المخدرات” وكشفت عن ثغرات أمنية في الجانب الإسرائيلي، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الواقعة أنّها “خطرة وغير عاديّة أبداً”، وفقاً لما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وسائل الإعلام العبرية، سلّطت الضوء على خلفيات الحادثة وتبعاتها، ولفتت في هذا الصدد صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أن: “العيوب التي تم الكشف عنها في هذا الحادث تسلّط الضوء على مخاوف كبيرة بشأن مستوى الأداء داخل القوات الإسرائيلية والحاجة إلى إشراف أكثر صرامة على رتب القيادة”، مضيفة أنه “في السابق عانى نظام الدفاع الإسرائيلي من انهيار صغير وهذه كانت النتيجة، فمن الضروري أن يحظى هذا الحادث بأقصى قدر من الاهتمام من أعلى المستويات في الجيش الإسرائيلي، سواء على صعيد وزير الدفاع يوآف غالانت، أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، وتابعت الصحيفة أنه “في حين أنهم سريعون في مناقشة الهجمات المحتملة على إيران، فمن الأهم إعطاء الأولوية لتقييم جاهزية القوات البرية”.
وفي السياق ذاته أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن “هذا الحادث سيؤدي إلى كثير من النقاش والتحقيق، نظراً إلى أن جميع التفاصيل تستغرق وقتاً لتظهر، فإن المهم في الوقت الحالي هو بدء التعلم مما حدث ومعرفة ما إذا كانت هناك ثغرات يمكن إغلاقها في المستقبل”، مضيفة: “تضمن حادث السبت محاولة تهريب مخدرات في البداية ثم تطورت إلى هجوم خطير أسفر عن مقتل جنديين في البداية والثالث بعد ذلك”، منوّهة بأنه “يجب أن تكون النتيجة الحيوية لهذا الحادث المأساوي استمرار التعاون الأمني والدبلوماسي بين إسرائيل ومصر، لقد تحولت القاهرة إلى واحدة من أهم حلفاء القدس في المنطقة، وعلى الرغم من الألم والغضب من مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة، يجب الحفاظ على هذه العلاقة”.
وأشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير نشرته عن تفاصيل الحادثة، إلى أنه عادة تكون الحدود بين البلدين هادئة، وقالت: “كانت الحدود الإسرائيلية- المصرية سلمية إلى حد كبير منذ أن وقع البلدَان اتفاقية سلام في عام 1979، وهي أول اتفاقية لإسرائيل مع دولة عربية، في العقد الماضي أقامت إسرائيل حاجزاً كبيراً على طول الحدود، يهدف إلى حد كبير إلى إبعاد المهاجرين الأفارقة والإرهابيين الإسلاميين الذين ينشطون في سيناء المصرية”.
ما حصل فجر أمس السبت عند الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر كان مفاجئاً للكِيان الإسرائيلي، بوصفه حصل من طرف دولة لا يربط بينها وبين “إسرائيل” أي توترات وإنما تربطهما “معاهدة سلام” منذ أكثر من 45 عاماً، ويبدو أن هذه الحادثة وفي حال صحّت الروايتان المصرية و”الإسرائيلية” اللتان أشارتا إلى أنها كانت بغرض مطاردة “مهربي مخدرات” فإنها كشفت عن ثغرات أمنية عدة في الجانب “الإسرائيلي”، وفي هذا السياق نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن أرملة أحد “الجنود الإسرائيليين” الذين قُتلوا في الحادث قولها: “كان من الممكن تجنب هذا الهجوم، كانت هناك نقاط تفتيش عملياتية، ووقع الهجوم بجوار أحدها مباشرة ولو أنها تعمل لكان زوجي هنا اليوم”، ووجهت رسالة لـ”الحكومة الإسرائيلية” قائلة: “هذا واقع غير مقبول، إنه غير منطقي، نحن بحاجة إلى العيش بأمان، ويجب عمل كل شيء لتحقيق ذلك”.