شهدت الآونة الأخيرة الفائتة تحركات أمريكية عسكرية لافتة في سوريا، أنذرت _بحسب محللين_ أن واشنطن ترسم مخططات ميدانية جديدة في سوريا، بإدخال أسلحة جديدة وإنشاء تشكيلات عسكرية جديدة في المناطق التي توجد فيها.
وفي غضون أسبوع واحد أصدرت موسكو 4 بيانات تحذيرية من التحركات العسكرية الأمريكية، وسبقها تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اجتماع وزراء خارجية سوريا وروسيا وتركيا وإيران في موسكو بتاريخ 10 نيسان الفائت، والذي حذّر فيه من وجود نوايا أمريكية بإنشاء “جيش سوريا الحرة” في منطقة الرقة.
وفي هذا السياق نوّهت مصادر ميدانية نقلت عنها صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأن “واشنطن تهدف إلى تنشيط مناطق سيطرتها في مسعىً لتمتين تحكّمها على الأرض بعناصر ضغط إضافية تحول دون أيّ تقدُّم سياسي يتمّ بعيداً عن موافقتها”، مضيفة أن “هذه المناطق تشمل المواقع النفطية في الشرق السوري، والرقة شمالي سوريا، وحتى أقصى الجنوب الشرقي في منطقة التنف الحدودية مع الأردن والعراق”.
ونوّهت المصادر بالأنباء التي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن وجود وثائق سريّة تؤكد وجود نية إيرانية- روسية لشن هجمات في مواجهة القوات الأمريكية في سوريا، مشيرة إلى أن هذه التقارير محاولة أمريكية لتبرير تحركات القوات الأمريكية، مشيرة إلى أن واشنطن تستشعر وجود خطر روسي- تركي، ووفق مصادر “الأخبار” فإن “هذا الخطر يتمثل في منع أيّ تغيير ميداني محتمل قد ينتج عن التقارب السوري – التركي، الذي تشكّل قضيّة إخراج القوات الأمريكية من سوريا أحد أبرز أعمدته”.
وفي هذا الصدد، أشارت المصادر الميدانية إلى أن “التوجّه الأمريكي نحو تنمية فصائل ذات مكوّن عربي ليس جديداً؛ فواشنطن التي تتّخذ من الأكراد حليفاً استراتيجياً في سوريا، تدرك أن الخلاف التركي – الكردي سيؤدّي إلى استمرار حالة التوتّر في مناطق وجود قواتها، وانطلاقاً من ذلك، استلزم العمل في مسار الفصائل ذات المكوّن العربي، والتي تعطي الولايات المتحدة غطاءً أكبر، سواء بسبب عدم كفاية القوات الكردية لتأمين مناطق نفوذها، أم حتى عدم إمكانية زيادة مساحة سيطرة قسد، لما لهذه الخطوة من مخاطر كبيرة”.
وفي الوقت الذي تصر فيه واشنطن على تبرير وجودها العسكري في سوريا لمحاربة “التنظيمات الإرهابية” رجّحت المصادر الميدانية التي نقلت عنها الصحيفة اللبنانية أن “تستمر واشنطن في تنفيذ استهدافات جويّة يمكن استثمارها إعلاميّاً بحق شخصيات تقول إنها مرتبطة بتنظيمَي داعش والقاعدة، بالإضافة إلى استمرار الحديث عن مخاطر التنظيم والتخوّف من هجمات جديدة”.
وكذلك ستحاول واشنطن أن تطرح نفسها في سوريا بوصفها قوة محاربة لانتشار وتجارة المخدرات، ولفتت المصادر الميدانية في هذا الصدد إلى أنه “ستعمد واشنطن إلى نشر أخبار تتعلّق برصد قوات تديرها لشبكات تهريب مخدرات، فضلاً عمّا تحظى به هذه الأخبار من اهتمام وسائل تحظى بدعم مالي أمريكي ببرنامج تموّله خارجيتها لتسويق أولويّات السياسة الأمريكية في سوريا، ويتوازى ذلك مع تكثيف التغطية الإعلامية للمشاريع قيد التحضير لتحسين صورتها في الرقة، التي دمرتها سابقاً”.
يشار إلى أنه منذ آذار الفائت لم تشهد القواعد الأمريكية في سوريا أي استهداف، بينما تؤكد البيانات التي نشرتها مؤخراً أجهزة الاستخبارات الروسية أن القوات الأمريكية تجري تحركات عسكرية مريبة في سوريا، ولفتت في بيان نشره مركز المصالحة الروسي بتاريخ 31 أيار الفائت أن “طياري القوات الجوية الأمريكية ينتهكون بروتوكولات عدم الصدام في سوريا، ويفعّلون أنظمة الأسلحة عند الاقتراب من طائرات القوات الجوية الروسية”.