أثر برس

ما الذي قاد بلينكن إلى السعودية؟ وما الرسائل التي أوصلتها الأخيرة خلال الزيارة الأمريكية؟

by Athr Press Z

بالتزامن مع الحديث عن تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وتوجه أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة إلى خيار التعددية في تحالفاتهم الخارجية، يصل الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى السعودية ويجري لقاءً لأكثر من 3 ساعات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قبل الاجتماع الذي جمعه بأعضاء مجلس التعاون الخليجي والذي ناقش عدداً من ملفات الشرق الأوسط، وفي رأسها ملفات سوريا والسودان وفلسطين المحتلة.

تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط برز بوضوح بعد التقارب السعودي- الإيراني الذي جرى في آذار الفائت وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث نشر موقع “بلومبرغ” الأمريكي حينها تقريراً أكد فيه أن “قرار جامعة الدول العربية بتجاهل التحفظات الأمريكية بشأن استعادة سوريا مقعدها يصوّر تراجع نفوذ أمريكا في المنطقة”.

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية مقالاً تعقيباً على الزيارة أشارت خلاله إلى أن “المملكة العربية السعودية بدأت في تبني سياسة خارجية أكثر حزماً واستقلالية، فالقادة الناشئين في الرياض لا يلتزمون بسياسة آبائهم تجاه العلاقة السعودية-الأمريكية، إنهم يدركون أن الصين، وليس الولايات المتحدة، هي الآن أكبر شريك تجاري لهم، وهم يقدرون أن التعاون مع روسيا، وليس الولايات المتحدة، قد جدد قدرة أوبك على تحريك أسواق النفط، لقد أصبحوا يشككون في التزام أمريكا بأمن السعودية ويعترفون بأن موسكو وبكين لديهما نفوذ في طهران أكثر من واشنطن” لافتة إلى أن “العهد الطويل الذي لم يكن للسعودية خلاله علاقات دبلوماسية مع الصين أو روسيا انتهى ولم يعد، والآن تتمتع كل من موسكو وبكين بعلاقات خاصة مع الرياض، وسيتعين على واشنطن التنافس معهم على النفوذ”.

في الوقت الذي تشير فيه التقارير الأمريكية إلى ضرورة الحفاظ على العلاقة الأمريكية- السعودية، نقلت صحيفة “العرب” عن خبراء تأكيدهم أن “بلينكن كان يبحث عن طمأنة من نظرائه الخليجين بأن مسار الانفتاح على خصوم واشنطن ردة فعل ظرفية وليس خياراً استراتيجياً”، لافتين إلى أن “مخاوف وزير الخارجية الأمريكي في محلها، بعد انفتاح السعودية على إيران، وقرار الإمارات الانسحاب من تحالف بحري تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، في إشارة واضحة إلى عدم اقتناع أبوظبي بمسار التخويف من إيران”.

بدورها أضاءت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في تقرير لها على الحاجة الأمريكية للرياض لافتة إلى أن الرياض بتقاربها مع طهران لم تعد بحاجة كالسابق إلى المساعدة العسكرية الأمريكية، بينما تحتاج واشنطن إلى دعم الرياض في ملفات عدة، حيث نشرت “لدى واشنطن ملفات تحتاج إلى دعم الرياض فيها بنحو كبير، تتعلق بأمن الطاقة وحرب أوكرانيا والتنافس مع الصين والعلاقات الدولية، خصوصاً إيجاد أي نوع من الاتفاق مع إسرائيل، الذي ترفضه السعودية من دون مقابل ملموس كالذي تطرحه مبادرة السلام العربية”.

ومقابل قلق واشنطن من تراجع نفوذها في الشرق الأوسط، تبرز رغبة الرياض بالظهور بمظهر الدولة المحورية في المنطقة، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “عكاظ” السعودية مقالاً قالت فيه: “هناك إشكالات قائمة ومعروفة بين الطرفين، لكن المملكة تسعى بجدية وشفافية إلى تجاوزها في سبيل السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وفي سبيل تحقيق المنافع المشتركة، ولتبقى العلاقة الثنائية يسودها التفاهم والتعاون البناء، على أمريكا أن تتفهم وتحترم سياسات المملكة بوصفها دولة محورية مهمة في العالم العربي والإسلامي، وفاعلة في الساحة العالمية”.

بالتزامن مع زيارة أنتوني بلينكن، إلى السعودية افتتحت الرياض السفارة الإيرانية في حفل مهيب وصفته تقارير أمريكية أنه “بداية لحقبة جديدة”، وبعد الاجتماع الذي أجراه بلينكن مع ابن سلمان، أجرى الأخير اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحثا فيه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”، حيث أشار محللون إلى أن السعودية تعمدت إجراء هذه الأحداث جميعها بتوقيت واحد، للإشارة إلى رغبتها بإحداث توازن في علاقاتها مع الأطراف كافة.

أثر برس 

اقرأ أيضاً