أثر برس

بررت نشرها بالاستفزازت التي تتعرض لها في سوريا.. ما الذي دفع واشنطن لنشر مقاتلات F-22؟

by Athr Press Z

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام قليلة نشر مقاتلة F-22 في الشرق الأوسط، ووفقاً لما قاله قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، فإن الدافع وراء نشر هذه المقاتلات هو “الاستفزازت التي تتعرض لها القوات الأمريكية في سوريا”، كما جاء نشر هذه المقاتلات بعد أسابيع من الإعلان عن وصول منظومة صواريخ “هيمارس” إلى القواعد الأمريكية في سوريا.

وناقش عدد من الخبراء والمحللين العرب والأجانب هذه الخطوة الأمريكية، لافتين إلى أنها تحمل ومؤشرات محددة فرضتها التطورات الإقليمية الأخيرة، وفي هذا الصدد أشارت صحيفة “ذا ناشوتال إنترست” في تقرير لها أن “الولايات المتحدة تواجه المزيد من المخاطر وتهديدات أشد خطورة من روسيا وإيران والحكومة السورية” لافتة إلى أن هذه المخاطر تندرج ضمن عدم رغبة مختلف الأطراف في سوريا بإبقاء واشنطن على قواتها هناك، منوّهة إلى أن “حقيقة الأمر هي أن الولايات المتحدة دولة خارجية ولديها القليل من الأصدقاء في سوريا، وتعتبر ضيف غير مرحّب به في البلاد، وكذلك بدأ حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، مثل الإمارات والسعودية في الترحيب بعودة دمشق واستقبالها بأذرع مفتوحة”، وخلّصت الصحيفة إلى أن “دول الشرق الأوسط تتفهم أن الولايات المتحدة لن تبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى، لذلك هم يحتاطون، لكن أمريكا بقيت على مسارها، وتكبدت المزيد من الخسائر، لكن بعد تسع سنوات من الحرب، هناك شيء واحد واضح: لا يمكن لأي كمية من طائرات F-22 أن تساعد أمريكا في هزيمة عواقب إخفاقات سياستها الخاصة”.

الأمر ذاته أشار إليه المحلل السياسي الدكتور أحمد الدرزي في مقال نشره موقع “الميادين نت” أكد خلاله أنه “لم يكن مفاجئاً قرار الولايات المتحدة نشر طائرات 22-F، الأحدث لديها، في الشرق الأوسط، في سياق ارتفاع مستوى انفجار الصراع مع روسيا في سوريا” مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة أيقنت، ارتفاع مستوى الرفض لسياساتها الإملائية، وأن من كانت تعدُّهم يدورون في فلكها بدأوا يَصُوغون سياسات جديدة، بعيدة عن المصالح الاستراتيجية الأمريكية، وخصوصاً بعد أن بدأت تدرك أن هزيمة حلف الناتو في الحرب الأوكرانية ستكون محقَّقة، وبالتالي ثمة ضرورة لعودتها إلى الاهتمام بمنطقة غربي آسيا”.

وفي السياق ذاته، أكد المختص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله، في لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم” أن “هذه الخطوة الأمريكية جاءت بعدما بدأت واشنطن تستشعر أن هناك متغير ما حصل في سوريا بالنسبة للتموضع الروسي، باعتبار أنه بعد الحرب على أوكرانيا كان هناك رهان على أن موسكو قد تقلص عديدها في سوريا أو تقلص اهتمامها بها، لكن خلال أشهر قليلة حصل العكس” مضيفاً أن “تعزيز التموضع الروسي في سوريا بالتنسيق مع الدولة السورية، وبدء التواجد في مناطق لم يكن للروسي تواجد فيها سابقاً، أزعج الأمريكان إلى حد بعيد”.

وتضاف هذه الخطوة الأمريكية إلى جملة من التحركات العسكرية التي قامت بها واشنطن في سوريا مؤخراً، وتمثّلت هذه التحركات بإرسال منظومة صواريخ “هيمارس” والحديث عن إنشاء قوة عسكرية عربية جديدة في مدينة الرقة شرقي سوريا، إلى جانب تكثيف عمليات إرسال الأسلحة إلى القواعد الأمريكية شرقي البلاد.

يشار إلى أنه هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الأمريكية مقاتلة F-22 في سوريا، ففي عام 2018 ، تم استخدام F-22 أثناء الضربات التي قادتها الولايات المتحدة حينها ضد أهداف عسكرية سورية.

أثر برس 

اقرأ أيضاً