جدد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، تأكيده أنّ تطبيع العلاقات مع سوريا من دون إحراز تقدم في العملية السياسية ليس خياراً مطروحاً للاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوريل في بيان نشره موقع الاتحاد الأوروبي، أنه “على الرغم من ذلك فإن التكتل سيواصل العمل عن كثب مع الشركاء العرب والدوليين لتحقيق الأهداف المشتركة”، مشيراً إلى أن “الظروف لم تتهيأ بعد للتطبيع مع الدول السورية وهذا هو موقف دول الاتحاد الأوروبي جميعها”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأوضح السياسي الأوروبي، أنه “بما يتعلق بدول الاتحاد، فإن شروط التطبيع مع الدولة السورية باتت بعيدة المنال”، متابعاً: “سنكون مستعدين للمساعدة في إعادة إعمار سوريا فقط عندما تجري عملية انتقال سياسي شاملة وذات مصداقية”.
وأشار إلى أن “شروط إعادة اللاجئين السوريين كما حددتها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين غير مستوفاة حالياً، مؤكداً: “لن ندعم عمليات العودة المنظمة إلى سوريا ما لم تكن هناك ضمانات موثوقة بأن هذه العودة طوعية ومراقبة من جانب المجتمع الدولي”.
وأضاف بوريل: “في جميع مناقشاتي مع الشركاء المعنيين، أثرت مسألة الإعادة القسرية وتأكدت أن اللاجئين لن يُعادوا قسراً إلى سوريا حتى يتم استيفاء هذه الشروط”.
وفي 15 من حزيران الجاري، اختتم مؤتمر “بروكسل” للمانحين بشأن سوريا أعماله، وتعهدت فيه الدول والمنظمات الدولية بتقديم دعماً مالياً بقيمة 10.3 مليار دولار لتغطية احتياجات 6 ملايين من اللاجئين السوريين في دول مختلفة على شكل منح وقروض.
وانتقد جوزيب بوريل في مؤتمر صحفي أجراه على هامش المؤتمر “عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وتقارب عدد من الدول العربية مع دمشق”، كما انتقد “الجهود التركيّة في تقرّبها من سوريا، مؤكداً أن التطبيع ليس الخيار الذي يحبذه الاتحاد الأوروبي”.
واعتبر بوريل، أنه “كان من المفترض أن تركز الجهود على إقناع سوريا للانخراط مع الدول العربية لتنفيذ القرار 2254، معلّقاً: “نحن بعيدون كل البعد عن التنفيذ الكامل والشامل للقرار 2254 الذي يمثل الحل المستدام للأزمة السورية والحل تعطل كاملاً”.
وتعليقاً على عدم دعوة دمشق لحضور مؤتمر “بروكسل”، نقلت وكالة الأنباء الرسميّة السورية (سانا)، أمس السبت، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أنّ “المؤتمر الذي عُقد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل وتخصص بشكل أساسي حول سوريا اختار فيه الاتحاد تغييب الدولة السورية عنه كي لا تنكشف حقيقة أهدافه وسياساته المفلسة نتيجة للإجراءات القسرية اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يواجهها الشعب السوري والمفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي”.
من جهتها، شككت منظمة “منسقو استجابة سوريا” في بيان رسمي نشرته، أول من أمس، بحقيقة جمع المبالغ المعلن عنها في مؤتمر “بروكسل” السابع للمانحين، معتبرة أنها “مبالغ وهمية” كعادة كل النسخ السابقة من المؤتمر، كما اتهمت المنظمين “بإفراغ المؤتمر من مضمونه”.
وقال مدير المنظمة محمد حلاج في تصريح لصحيفة “القدس العربي”، إنّ “كل المبالغ المعلن عنها هي مبالغ وهمية بطبيعة الحال، ككل النسخ السابقة من مؤتمر بروكسيل، إذ يتعهد المانحون بدفعات تمويل هائلة، لا يتم الالتزام بها، وهو ما ظهر واضحاً في النسخة السابقة إذ لم تتجاوز عمليات التمويل للاستجابة الإنسانية أكثر من 11% من المبلغ المعلن عنه.”
يشار إلى أنه في 13 من حزيران الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP)، تخفيض مساعداته الغذائية لنحو 2.5 مليون شخص بعد أن كان يقدمها لنحو 5.5 مليون يعتمدون على المساعدات في سوريا، مرجعاً أسباب ذلك إلى نقص التمويل.
أثر برس