جددت موسكو تحذيراتها من تحركات “غير اعتيادية” تجريها القوات الأمريكية في سوريا، إذ أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وذلك في معرض حديثه عن مخرجات الجولة الـ20 لمحادثات أستانا، أن موسكو تملك معلومات مؤكدة تفيد بأن واشنطن تعزز حضورها في سوريا.
وفيما يتعلق بمحادثات أستانا، ومسار التقارب السوري- التركي أكد لافرنتييف، أن سوريا وتركيا وإيران اتفقت على مفهوم “خريطة الطريق”، التي قدّمتها روسيا بشأن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأضاف لافرينتيف، أن جميع الأطراف اتفقت على مفهوم خريطة الطريق للنهوض بتطبيع العلاقات، موضحاً أن “الأطراف أعربت عن وجهات نظرها ومقترحاتها، والآن يجب تنظيمها وتنسيقها”، مشيراً إلى أن “هذه العملية ستستغرق بعض الوقت، والأهم هو أن عملية التطبيع تمضي قدماً، إنها عملية تقدمية، يجب عدم تأجيلها، وجميعنا متفقون على هذا”.
وعن التحركات الأمريكية في سوريا، أكد لافرنتييف، أن “موسكو تملك معطيات تفيد بأن واشنطن تعزز وجودها العسكري في سوريا”.
وفي هذا الصدد، نقل موقع “الميادين نت” عن مصادر من مخيم الركبان الذي يقع عند الحدود الأردنية- السورية، وبالقرب من القاعدة الأمريكية في التنف، أن “الولايات المتحدة الأمريكية تريد الحفاظ على المخيم ومنع تفكيكه من الجانبين السوري والأردني، بدعم روسي، للحفاظ على ذريعة بقاء قواتها في قاعدة التنف”.
كما أعلنت المنظمة السورية للطوارئ، ومقرها واشنطن، إطلاق عملية مساعدة باسم “الواحة السورية لإيصال المساعدات الإنسانية لنحو 8000 شخص بمساعدة طائرات الشحن العسكرية الأمريكية”، مشيرة إلى أن “العملية ستتم بمساعدة البنتاغون الذي قدّم الدعم بنقل المساعدات إلى المخيم باعتماد المساحة المتاحة بوساطة برنامج دينتون، بالطائرات العسكرية الأميركية التي تسافر بالفعل إلى قاعدة التنف”.
وحذرت موسكو في الشهرين الفائتين تحذيراتها من تحركات عسكرية أمريكية “غير اعتيادية” في سوريا، مشددة على أن معظم هذه التحركات ستنطلق من قاعدة التنف بالتحديد، ففي 8 حزيران الجاري، أكد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، أن الولايات المتحدة تُعدّ لهجمات إرهابية في أماكن عامة مزدحمة، ومؤسسات حكومية في سوريا، مضيفاً أنه “وفق مخطط واشنطن فإن المسلّحين سيتفاعلون مع الخلايا السرية للتنظيمات التكفيرية”.
وأشار جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أن “إدارة هذا النشاط الإجرامي يتم في القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، حيث يتم تدريب عشرات من مقاتلي تنظيم داعش”، لافتاً إلى أن “الأمريكيين يجددون بانتظام صفوف الإرهابيين، ويطلقون سراحهم من السجون في الجزء الشمالي الشرقي المحتل من سوريا”، مضيفاً أنه “يتم جلب الأسلحة الصغيرة والذخيرة وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات بوساطة الشاحنات إلى معسكرات التدريب”.
وتؤكد التقديرات أن واشنطن تعتبر وجودها في التنف أولوية نظراً لموقع المنطقة الاستراتيجي، كما سبق أن أكد موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً أكد أن “الطيران الإسرائيلي” يستفيد من الوجود الأمريكي في هذه القاعدة للحصول على معلومات استخبارية لتنفيذ “غارات” على سوريا.