انتهت جولة أستانا 20 بين روسيا وسوريا وتركيا وإيران ببيان ختامي أكد التنسيق بين وزارات دفاع الدول الأربع، وسط تأكيد روسي أن الدول المشاركة في المحادثات أكدت موافقتها على “خريطة طريق” للتقارب السوري- التركي، بينما تزامن انتهاء هذه المحادثات مع تصعيد تركي في مواجهة “الوحدات الكردية” شمالي سوريا، ما دفع “الإدارة الذاتية” إلى التعبير عن قلقها من نتائج هذه المحادثات ومن مسار التقارب السوري- التركي عموماً.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” بدران جيا كرد، في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” أن “مخرجات اجتماعات أستانا الأخيرة، تشكل خطراً كبيراً على مناطق خفض التصعيد في سوريا كونها تشمل تفعيل الجوانب العسكرية والأمنية والاستخباراتية بين أنقرة ودمشق”.
وتابع: “إن مسار التقارب السوري- التركي دخل مرحلة جديدة خطيرة بهدف ترميم العلاقات البينية بين تركيا وسوريا”.
وجاء تصريح جيا كرد، بعدما كشفت المخابرات التركية عن القضاء على أحد قياديي “حزب العمال الكردستاني” في عملية نفذتها في القامشلي شمال شرقي سوريا، ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر أمنية تركية، قولها أمس الجمعة: “إن المخابرات التركية تمكنت من تحييد إرهابي مطلوب بنشرة حمراء للإنتربول، يدعى عبد الرحمن جادرجي الذي يحمل الاسم الحركي أسعد فراشين، وهو عضو المجلس التنفيذي في العمال الكردستاني المصنف تنظيماً إرهابياً”.
وكذلك نفذت القوات التركية عمليات قصف في عدد من مواقع “الوحدات الكردية” شمال شرقي سوريا، في الأسبوع الفائت وتسببت بمقتل عدد من قيادييها.
جولات الحوار بين “الإدارة الذاتية” الدولة السورية:
أجرت الحكومة السورية مع “الإدارة الذايتة” أكثر من 7 جولات حوار من دون التوصل إلى أي نتيجة، وسط إصرار الأخيرة على التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية وتلقي الدعم منها، في الوقت الذي تشدد فيه دمشق على أن الوجود الأمريكي في سوريا احتلالي، وفي هذا السياق قال معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، في تصريحات صحفية عقب انتهاء محادثات أستانا 20: “أصحاب المشروع الانفصالي شمال شرقي سوريا ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للمشروع الأمريكي لضرب وحدة سوريا”، مشيراً إلى أن “هذا المشروع لا نصيب له من النجاح لأنه مرفوض من السوريين ومرفوض من الدولة، والوقائع تؤكد ذلك”، مشدداً على أن “الوحدات الكردية” هي مجرد أداة للأمريكيين”، مضيفاً “نتمنى أن تزول هذه الغشاوة الموجودة على عينيه، وإذا كانت هناك بعض الأمور نستطيع بالحوار وتحت سقف الوطن السوري الواحد الموحد أن نصل في حوارنا هذا إلى أمور تلبي متطلبات الجميع، لكن أن يرتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للأمريكي لضرب وحدة سوريا، لا خيار أمامنا إلا مواجهتهم”.
بدوره، أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف في بدء مباحثات أستانا 20 “الولايات المتحدة ليست مهتمة بحل القضية الكردية في سوريا وتمنع حلفاءها الأكراد من التفاوض مع دمشق”، وتابع: “بالطبع نحن نقف مع حل مشاكل الأكراد بالحوار، ولكن أظن أن الأمريكيين، للأسف، غير مهتمين بذلك ولا يسمحون لحلفائهم الأكراد بالتحاور مع دمشق”.
وتؤكد الدولة السورية باستمرار رفضها لإقامة أي مشروع انفصالي يجريه الأكراد أو غيرهم على أراضيها، وفي الوقت ذاته تشدد تركيا على أن وجود “الوحدات الكردية” بالقرب من حدودها يشكل تهديداً لأمنها القومي، وتتخذ من وجودهم بالقرب من الحدود السورية- التركية ذريعة لتنفيذ استهدافات ومهاجمة تلك المناطق باستمرار.
البيان الختامي لمحادثات أستانا 20:
يشار إلى أنه أُجري بتاريخ 20 و21 حزيران جولة محادثات أستانا، بين معاوني ونواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وتركيا وإيران، وذلك في مسار التقارب السوري- التركي، وأكد الجانب الروسي عقب انتهاء المحادثات أن سوريا وإيران وتركيا أعربوا عن موافقتهم على “خريطة الطريق” التي وضعتها روسيا للتقارب بين سوريا وتركيا، ونص البيان الختامي لهذه المحادثات على بنود عدة أبرزها: “أهمية التنسيق مع عمل وزارات الدفاع والخدمات الخاصة في سوريا وروسيا وإيران وتركيا ومواصلة الجهود النشطة في هذا الاتجاه والاعتراف بأهمية دفع هذه العملية على أساس حسن النية وجسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب، والتصميم على مواصلة التعاون من أجل مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومواجهة الخطط والانفصالية، وإدانة نشاط التنظيمات الإرهابية في سوريا وضرورة التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات القائمة المتعلقة بشمال سوريا”.
وأُجري أول اجتماع وزاري ضمن مسار التقارب السوري- التركي في 24 نيسان الفائت، إذ التقى وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا في موسكو، وتم حينها الاتفاق على استكمال اللقاءات بين الجانبين بوساطة روسية- إيرانية.