خاص ||أثر برس في ظل غياب الكهرباء لساعات طويلة والضرر الذي تسبب به ذلك للمواد الغذائية إثر انقطاع التيار عن البراد، قلل الأهالي من كميات الطعام التي يشترونها أو باتوا يتقاسمونها مع الأقارب أو الجيران، حتى الفواكه مثل البطيخ الأحمر “الجبس” الذي لا يستساغ تناوله من دون أن يكون بارداً من جهة، وللحفاظ عليه من جهة أخرى، إذ بات يصعب على الكثيرين شراء “بطيخة” كبيرة الحجم، خاصة أن حلاوتها مرتبطة بوزنها، ناهيك عن ارتفاع سعر الكيلو بما بين 1200 ل.س للجبس الحموي و1400 ل.س ليرة للجبس الشامي، ما يجعل سعر الجبسة وزن 10 كيلو غرام يتراوح بين 12 – 14 ل.س.
وأمام غياب الكهرباء خمس ساعات ونصف مقابل نصف ساعة تغذية، يصعب على البطيخ الحصول على البرودة المناسبة، كما يجعلها غير صالحة للأكل بعد مرور وقت قصير خاصة للعازبين وللعائلات الصغيرة التي لا تتناول الجبسة دفعة واحدة بسبب كبر حجمها.
واقع الحال هذا، دفع عائلات كثيرة للمناورة من خلال شراء الجبسة جمعية بين عائلتين أو ثلاث، فهو أوفر من ناحية السعر، ومن جهة أخرى لعدم تعرضها للتلف بسبب عدم حفظها في البراد الذي تحوّل بفعل غياب الكهرباء إلى “نملية”.
أم نورس وأم سامي تقفان أمام سيارة جوّالة تبيع البطيخ بريف طرطوس، وتشارطان البائع أنهما لن تشتريا “البطيخة” من دون تجربتها “على المكسر” للتأكد من لونها ومذاقها، ثم طلبتا منه أن يقسمها نصفين بالتوازي حيث حملت كل منهما نصف “الجبسة” بعد أن اتفقتا على ذلك.
“أوفر من جميع النواحي”، وتشرح أم نورس لـ”أثر”: أقل بطيخة سعرها 10000 ليرة، وبسبب الانقطاع الطويل للكهرباء فإنه لا يمكن الاحتفاظ بها في البراد الذي بات من دون فائدة، خاصة أن عائلتنا صغيرة مؤلفة من ثلاثة أشخاص، لذلك اقترحت على جارتي مشاركتي في شراء الجبسة.
ودللت أم نورس على لجوء كثيرين لهذه العملية، وليست هي فقط، بسبب غلاء الأسعار وغياب الكهرباء، وأضافت: منذ بداية الموسم اشترينا جبس مرات عدة وفي كل مرة كانت الجبسة “تخم” في البراد ونرميها في القمامة.
من جهتها، قالت أم سامي: سيصبح حالنا التشارك في شراء معظم المواد الغذائية في ظل ارتفاع الأسعار، فشراء بطيخة بسعر يتراوح بين 10000-15000 ل.س يحتاج إلى ميزانية خاصة لأصحاب الدخل المحدود، ولذلك فإن شراء البطيخة بالتشارك بين عائلتين يحقق الوفر من جميع النواحي.
صفاء علي – طرطوس