أثر برس

مصادر: واشنطن تنهي مهمّة مبعوثها “نيكولاس غرينجر” إلى “قسد” وتنقله إلى تركيا

by Athr Press A

أنهت الولايات المتحدة الأمريكية مهمّة مبعوثها الخاص إلى شرقي وشمال شرقي سوريا نيكولاس غرينجر، بعد نحو عام على تعيينه، بعدما أجرى في الأسبوعين الفائتين لقاءاتٍ مع أحزاب سياسية في “الإدارة الذاتية” ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.

وأفاد مصدر لتلفزيون “سوريا” المعارض – لم تسمّه- بأنّ “عملية نقل نيكولاس غرينجر في هذا الوقت، تهدف للاستفادة من اطلاعه على واقع مناطق سيطرة (قسد) والصراعات بين الأطراف الكردية بما يخدم تقريب وجهات النظر بين واشنطن وأنقرة، ويضمن خفض التوتر مع تركيا، ودعم عمليات مكافحة الإرهاب في شمال شرقي سوريا”.

وأوضح المصدر أنّ “واشنطن تعمد باستمرار إلى تغيير ممثلي الخارجية الأمريكية في مناطق شمال شرقي سوريا كل عام أو عامين، وغالباً ما يحدث هذا التغيير خلال الربع الأخير من كل عام”.

ووفق المصدر فإنّ “غرينجر سيتجه إلى تركيا للبقاء فيها والإشراف على الملف السوري، إضافةً إلى إدارة مهمة التنسيق بين واشنطن وأنقرة فيما بتعلّق بالتطورات في سوريا”، لافتاً إلى أنه “من الممكن أن تكون الخطوة الأمريكية بنقل “غرينجر” إلى تركيا، متعلقة بالتطورات العسكرية في دير الزور ومشروع ربط مناطق سيطرة “قسد” بقاعدة “التنف” جنوباً”.

كما نقلت القناة المعارضة عن مصدرين في “المجلس الوطني الكردي” و”الإدارة الذاتية” قولهما، إنّ “نيكولاس قبل مغادرته المنطقة، أكّد التزام واشنطن العمل على خفض التوتر بين تركيا و(قسد)، والاستمرار في دعم المشاريع الاقتصادية وتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الرئيسة في المنطقة، إلى جانب مكافحة الإرهاب لضمان الاستقرار في المنطقة”.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى شمال شرقي سوريا، أجرى مباحثاتٍ مع “الإدارة الذاتية” في حزيران الفائت تناولت التصعيد التركي الأخير في المنطقة، وسياسة الإدارة الأمريكية في سوريا.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” حينها عن رئيسة مركز الدراسات والاستشارة الدبلوماسية في “الإدارة الذاتية” رولا داوود قولها: إنّ “رؤساء وقادة 10 أحزاب وكيانات سياسية، عقدوا اجتماعاً مطولاً مساء الأحد الفائت في مدينة الحسكة، مع نيكولاس غرينجر طالبوا فيه إقامة منطقة حظر جوي لحماية المنطقة من الضربات التركية الموجعة التي زعزعت الاستقرار”.

وكشفت أن “واشنطن تعمل على تخفيف التوتر بين تركيا و”الإدارة الذاتية”، لكنها غير قادرة على فرض منطقة حظر جوي في المجال السوري، وستضغط على أنقرة حليفتها في الناتو لكبح هجماتها على مناطق نفوذ الإدارة شمال شرقي البلاد”.

مهمّة غرينجر: إخفاق بعد إخفاق

بعدما أخفق المبعوث الأمريكي السابق إلى شمال شرقي سوريا ماثيو بيرل، في توفير المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ نهاية العام 2020، بين “قسد” من جهة، و”المجلس الوطني الكردي” و”أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” من جهة أخرى، أوكلت واشنطن هذه المهمّة إلى مبعوثها الجديد إلى “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، “نيكولاس غرينجر”، الذي تم تعيينه في نهاية آب 2022.

وعمل غرينجر على إحياء مسار واشنطن القديم، عبر توحيد الموقف الكردي والتوصّل إلى اتفاق بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي يقود “الإدارة الذاتية” والمدعوم أمريكياً، و”المجلس الوطني الكردي” المدعوم تركياً، إذ كان المشروع الأمريكي المطروح يترافق، مع مغريات اقتصادية تقدّمها الولايات المتحدة لأنقرة و”قسد”، بعد استثناء مناطق من سوريا من عقوبات “قيصر”، وتُعوّل واشنطن على أن يخلق ذلك نموّاً غير متوازن يخفّف الأعباء الاقتصادية عن تركيا ويقنعها بهذا المسار، الذي يَعتبره الأمريكيون بوّابة لتشكيل حلف وازن بين القوى التي تسيطر على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، يمكنه التأثير بأسلوب فاعل في المفاوضات السياسية مع دمشق.

وانطلق غرينجر من المشروع الأمريكي “باستغلال الضغوط الروسية المتواصلة على “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، والمندرجة في إطار جهود موسكو لتطبيع العلاقات السورية- التركية، إذ تُمثّل التفاهمات الأمنية إحدى أبرز ركائز التطبيع، وذلك حول سُبل تمكين دمشق من السيطرة على المناطق الحدودية، وإبعاد “قسد” مسافة مقبولة بالنسبة لأنقرة عن الحدود”، وفقاً لما نقلته حينها صحيفة “الأخبار” عن مصادر كردية.

وكان المبعوث الأمريكي يؤكد في اجتماعاته مع الأحزاب السياسية التابعة لـ “الإدارة الذاتية” أن “وجود تمثيل دبلوماسي للولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا يمثّل تأكيد جدية الإدارة الأمريكية في دعم المنطقة والسعي لتثبيت الأمن والاستقرار فيها”، غير أن غرينجر أخفق في مساعيه بتوحيد الموقف الكردي في سوريا، كما لم ينجح بإيقاف التصعيد التركي ضد “الوحدات الكردية” شمالي البلاد.

يشار إلى أن الأحزاب الكردية كانت في لقاءاتها مع “غرينجر” تدعو إلى إشراك ممثلين عن “الإدارة الذاتية” في المحادثات الدولية الخاصة بالأزمة السورية”، في حين استبعدت “هيئة التفاوض” المعارضة في اجتماع مكوناتها الأخير بجنيف خلال يومي 3 و4 من حزيران الفائت، “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، وذراعها السياسي “مسد” من المشاركة في الاجتماع.

أثر برس

اقرأ أيضاً