خاص || أثر برس أكّدت مصادر مسؤولة في وزارة الكهرباء لـ”أثر” أنّ حالة الاستقرار العامة على الشبكة الكهربائية السورية حالياً وصلت إلى أكثر من 70 % على خلفية القطع العام الذي مرت به البلاد الليلة الماضية، مشيراً إلى أنّ العمل لا يزال متواصلاً لمعالجة الأضرار التي حصلت ولضمان عودة حالة الاستقرار التامة إلى طالتها الطبيعية.
ويأتي تصريح المصدر على خلفية إعلان وزارة الكهرباء خلال الساعات الماضية، عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك” عن “بدء عودة التغذية الكهربائية إلى المحافظات السورية تدريجياً بعد حدوث انقطاع عام للكهرباء نتيجة عطل فني في محطة تحويل كهرباء جامعة البعث في المنطقة الوسطى”، التابعة لمحافظة حمص.
ما هو التعتيم العام؟ ما أسبابه؟
ويعرف انقطاع التيار الكهربائي التام “التعتيم التام – “Blackout، بأنّه الانهيار التام للشبكة الكهربائية، بسبب مجموعة من العوامل التي أدت إلى اختلال كبير بالتوازن بين كمية الطاقة المولدة وكمية الطاقة المستهلكة، حيث يختلف الإظلام التام عن القطع الجزئي الذي قد يكون اختيارياً (يقوم به مشغلو الشبكة) لغايات الصيانة أو تخفيف الأحمال أو إجبارياً نتيجة حصول قطع في الكابلات الناقلة للكهرباء، وفقاً لما عرفه موقع “سولارابيك” المتخصص بأنظمة الطاقة.
وخلال فترة الحرب على سوريا، تعرضت البلاد مرات عدة لحالة تعتيم كامل وذلك لأسباب مختلفة، حيث بين مدير في وزارة الكهرباء لـ”أثر” أنّ أبرز هذه الأسباب كانت هي الاستهدافات لخطوط الغاز المغذية لمحطات التوليد، حيث حصلت خلال السنوات الماضية انقطاعات عدّة في الشبكة الكهربائية أدت إلى التعتيم العام، مثل ما حصل بتاريخ 17 أيلول 2021 نتيجة هبوط ضغط الغاز جراء اعتداء على خط الغاز المغذي لمحطة الدير علي ما أدى إلى انخفاض التردد وخروج محطات التوليد تباعاً من الخدمة وحدوث فصل عام للشبكة الكهربائية.
كما وحصل أيضاً بتاريخ 23 تشرين الأول عام 2013، انقطاع عام للكهرباء في البلاد على خلفية اعتداء حينها على خط الغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء بالمنطقة الجنوبية أدى حينها إلى انقطاع الكهرباء عن جميع المحافظات.
وبين المدير “أنّ هناك أسباب أخرى تؤدي إلى التعتيم وتتمثل في حدوث عطل فني كبير على الشبكة الكهربائية، وهذا إما في ارتفاع توتر، أو انخفاض ترددي، ما يؤدي إلى خروج من هذه الشبكة عن الخدمة ما ينتج عنه بالمحصلة خروج محطات توليد عن الخدمة نتيجتها التعتيم الكامل كما حصل خلال الساعات الماضية.
ولهذا السبب ذاته، كانت قد أعلنت وزارة الكهرباء أيضاً بتاريخ 18 حزيران 2022 عن حصول عطل في محطة تحويل الزارة على محولة الشدة مما أدى إلى خروج محطة توليد الزارة بالكامل عن الخدمة نتج عنه خروج كافة المحطات الأمر الذي أدى الى انقطاع عام.
ويرى المدير أنّ تكرار حدوث هذه الأعطال ولو كانت بفترات طويلة، فإنّ هذا يعود إلى ضعف الشبكة الكهربائية نتيجة تراجع كميات التوليد المحملة فيها من جهة أخرى، واهتلاكها كونها تحتاج إلى إعادة تأهيل في أجزاء كبيرة منها ولكن هذا غير ممكن في الوقت الراهن نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على البلاد وصعوبة توفير القطع اللازمة لذلك، إضافة إلى عدم توافر القطع الأجنبي اللازم لذلك.
وفي السياق ذاته، يذكر موقع “سولارابيك” أسباب عدّة لحدوث “التعتيم التام” والتي لا يمكن حصرها بسبب معين وحيد فقد يحدث أثناء العواصف الطبيعية الكبيرة (أعاصير، موجات حر، عواصف رعدية، أمطار شديدة.. الخ)، أو حدوث انقطاع في الكابلات، أو خلال فترات الصيانة بسبب خطأ يدوي.
ويبلغ حالياً إنتاج مجموعات التوليد العاملة في سوريا نحو 2000 ميغا واط وفقاً لكمات الفيول والغاز المتوفرين، بينما تقدر استطاعة مجموعات التوليد الجاهزة للعمل ولكن متوقفة نتيجة نقط حوامل الطاقة (الفيول، والغاز) بنحو 5000 ميغا واط ساعي.
وأثرت الحرب التي مرت بها البلاد خلال السنوات الــ 12 الماضية الشبكة الكهربائية السورية وتضررت عدد من محطات التوليد، كمحطة الزارة ومحردة وخروج السويدية عن الخدمة وعن سيطرة الدولة السورية، وتدمير محطة توليد حلب والتي تمت إعادة تشغيل المجموعة الخامسة منها في النصف الثاني من العام الماضي، وحالياً يتم العمل على إدخال المجموعة الأولى في الخدمة قريباً، أضف إلى ذلك انخفاض مردودية مجموعات التوليد في محطات أخرى كمحطة بانياس، وخروج عدد من مجموعات التوليد حالياً عن الإنتاج نتيجة نقص الغاز الطبيعي حيث تقدر احتياجات وزارة الكهرباء حالياً لتشغيل مجموعات التوليد الجاهزة للعمل نحو 18 مليون متر مكعب من الغاز يومياً.
قصي المحمد