أثر برس

بعد إعلان مؤتمر “سوتشي” وداعاً “جنيف” وأهلها!

by Athr Press R

رضا زيدان 

انتهت يوم أمس الثلاثاء الجولة السابعة من محادثات أستانة من دون تحقيق تقدم ملموس، ولكن بخلاف محادثات جنيف السياسية التي تعثرت بشكل كبير، فإن محادثات أستانة تركزت حتى الآن على المسائل العسكرية والتقنية، ونجح مسار المحادثات حتى الآن في إقامة مناطق خفض توتر في مناطق إدلب وحمص والغوطة الشرقية وفي جنوب البلاد، ما ساهم في تخفيف حدة المعارك من دون أن يوقفها، وأيضاً خلال الجولة السابقة في منتصف أيلول الفائت، أعلنت روسيا وتركيا عن اتفاق على نشر قوات حفظ أمن في منطقة إدلب.

ويبدو أن موسكو تسعى إلى فتح باب سياسي جديد للمحادثات، وتريد أن تستلم المبادرة قبل واشنطن لذلك دعت روسيا في ختام أستانة 7 إلى عقد “مؤتمر حوار وطني سوري شامل” في روسيا بمشاركة نحو 33 من القوى السياسية السورية.

المؤتمر سيعقد في منتجع سوتشي الرّوسي على شواطئ البحر الأسود يوم 18 تشرين الثاني المقبل لدراسة وضع الخطوط العريضة لدستورٍ سوري جديد يحدّد ملامح سورية المستقبل، ويُؤسّس لنظام سياسي جديد يتضمّن الإصلاحات المنتظرة.

الدول الثلاث الرئيسيّة الضامنة في اتفاقية أستانة وهي إيران وتركيا وسوريا رحّبت بهذه الخطوة الروسية وهذا يعني أن جميع الأطراف الفاعلة والمُؤثّرة في الأزمةِ السورية، تتبنّى خريطة الطريق الروسيّة، وتريد لها النحاج.

ففي وقت سابق رفعت تركيا “الفيتو” في وجه “وحدات حماية الشعب الكرديّة” التي تعتبرها تهديداً لأمنها القومي ولحدودها، أما اليوم عندما دعت موسكو إلى “سوتشي” لم تعترض تركيا مطلقاً على مشاركة الأكراد كونه مؤتمر شامل يضم جميع الطّوائف والمذاهب والأعراق والأديان دون أي استثناء.

الخطوة الاستباقية التي قامت بها موسكو وهي الإعلان عن مؤتمر شامل فور اختتام الجولة السابعة من مؤتمر أستانة، وهذا يؤكد أن الحسم العسكري على الأرض في سوريا قد تحقق والآن بدأت المرحلة السياسية، فهل سيقدم مؤتمر “سوتشي” ما عجزت عن تقديمه المؤتمرات الدولية السابقة؟

 

اقرأ أيضاً