أكد مسؤولون أمريكيون أن مقاتلة روسية حلّقت في مسافة “قريبة جداً” من طائرة استطلاع أمريكية في الأجواء السورية، ما عرّض حياة الجنود الأمريكيين الأربعة الموجودين فيها للخطر.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن المسؤولين الأمريكيين تأكيدهم أن “مقاتلة روسية حلقت في مسافة قريبة جداً من طائرة استطلاع أمريكية في الأجواء السورية، واضطرتها إلى العبور عبر مطبات هوائية، ما وضع حياة أربعة أفراد من طاقم الطائرة الأمريكية في خطر” معتبرين أن “هذا الحادث بمنزلة تصعيد كبير من روسيا، بعد سلسة من المواجهات بين الطائرات الروسية والأمريكية فوق سماء سوريا في الأسابيع الأخيرة”.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن مقاتلة روسية من طراز “سو- 35″، أعاقت مسار طائرة الاستطلاع الأمريكية “إم سي – 12” وعرضتها للخطر، معتبرين أن هذه الحادثة تشكل “مستوى جديداً من السلوك غير الآمن، الذي يمكنه أن يؤدي إلى حادث أو فقدان للأرواح”.
وأشار المسؤولون إلى أن المسيّرة الأمريكية ذات المحركين، تستخدمها قوات العمليات الخاصة استخداماً روتينياً.
بدوره نشر مركز المصالحة الروسي في سوريا بيانين في أقل من أسبوع، حذّر فيهما من أن رحلات الطائرات الأمريكية في الأجواء السورية، تعرّض الطيران المدني للخطر، إذ لفت بيان نشره مركز المصالحة الروسي أمس الإثنين، إلى أن “منطقة التنف التي تمر فيها الخطوط الجوية الدولية، سجلت ثلاثة خروقات للأجواء السورية من طائرتين مقاتلتين إف-16 وطائرة استطلاع MS-12V تابعة للتحالف”، موضحاً أن مثل هذه الإجراءات تخلق مخاطر تؤدي إلى حوادث جوية مع الطيران المدني، وكذلك لفت سابقاً سفير موسكو في واشنطن أناتولي أنتونوف، إلى “تهجمات منتظمة لواشنطن على تحركات قوات الجو الفضائية الروسية في سوريا”، مضيفاً أن “الأمريكيين أنفسهم ينتهكون قواعد السلامة في الأجواء السورية يومياً”.
ووسط تصاعد وتيرة الاحتكاكات الجوية الروسية- الأمريكية في الأجواء السورية، نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مسؤول في البنتاغون، تأكيده وجود مؤشرات تدل على أن القادة العسكريين الروس في سوريا ينسقون بهدوء مع إيران بشأن خطط بعيدة الأجل للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، وقال: “أرى أدلة على التخطيط في المستوى العملياتي بين قيادة فيلق القدس والقوات الروسية العاملة في سوريا”، مشيراً إلى أن طبيعة التعاون تتمثل بـ”تبادل المعلومات الاستخباراتية بين سوريا وروسيا وإيران”، بينما لفت تقرير نشرته صحيفة “يني شفق” التركية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل لتعزيز وجودها العسكري في سوريا وتقديم المساعدات العسكرية لـ”العمال الكردستاني” بذريعة تعرضها للمضايقات والتهديدات من روسيا وإيران.