أعربت سوريا عن إدانتها بأشد العبارات لدخول وفد من وزارة الخارجية الفرنسية بشكل غير مشروع إلى الأراضي السورية، مشيرةً إلى أنه انتهاك سافر لأبسط القوانين والأعراف الدولية.
وقال مصدر مسؤول في الخارجية السورية اليوم، أنّ “لقاء الوفد الفرنسي بالتنظيمات الانفصالية الانعزالية يشكّل انتهاكاً سافراً لسيادة ووحدة الأراضي السورية”، لافتاً إلى أن “ذلك يُظهر مجدداً الدور التخريبي والعداء الفرنسي المستحكم لسوريا، وشراكة فرنسا الكاملة في العدوان على سوريا من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأكد البيان، أنّ “سوريا تذكّر الحكومة الفرنسية بأن مكافحة الإرهاب تكون بالتعاون مع الدولة السورية التي واجهت هذا الإرهاب، وليس بالتعاون مع التنظيمات الانفصالية التي شكّلت غطاءً للحكومة الفرنسية ويجمعها معها هدف واحد هو العداء لسوريا وشعبها وانتهاك سيادتها والمس بوحدة أراضيها”.
وطالبت سوريا المجتمع الدولي “بإدانة هذه السلوكيات الرعناء للحكومة الفرنسية، ومطالبتها باحترام الشرعية والقوانين الدولية والالتفات إلى مشاكلها الداخلية التي كانت حديث العالم أجمع مؤخراً وخصوصاً تجذّر السلوكيات العنصرية في أجهزتها”، وفقاً لبيان الخارجية السورية.
وفد فرنسي إلى شمال شرقي سوريا
في 3 من تموز الجاري، وصل وفد فرنسي إلى شمال شرقي سوريا، برئاسة ستيفان روماتيه (رئيس مركز الأزمات والطوارئ في وزارة الخارجية الفرنسية) مع الوفد المرافق له، والتقى القيادات العسكرية لـ “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، وأجرى اجتماعات عدة مع دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، وفقاً لما نقله الموقع الرسمي لـ “الإدارة الذاتية“.
وذكر الموقع الكردي، إنّ “الجانبين بحثا آليات العمل المشترك في سبيل مكافحة الإرهاب، وتعزيز العلاقات بين “الإدارة الذاتية” وفرنسا في المجالات العسكرية والسياسية والخدمية.”
وفي هذا الإطار، أكدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” سمر العبد الله أهمية “دور فرنسا في مكافحة الإرهاب الدولي ودورها في إرساء الأمن والاستقرار السياسي بوصفها دولة فاعلة في المجتمع الدولي”.
وتطرّقت العبد الله في الاجتماع إلى “التحديات التي تواجه “الإدارة الذاتية” لا سيما الهجمات قبل القوات التركية عبر الطيران المسيّر” معتبرةً أنّ “مخرجات اجتماع “أستانا” الأخير كان تحولاً خطيراً على مستقبل الشعب السوري”.
بدوره، ناقش الوفد الفرنسي آلية دعم مجتمعات شمالي وشمال شرقي سوريا في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية والمخيمات والتي تشكل عبء ثقيل على “الإدارة الذاتية”، وفقاً لما نقله الموقع الرسمي لـ “الإدارة الذاتية”.
يشار إلى أنه توازياً مع اتساع دائرة الانفتاح العربية حول سوريا في الآونة الأخيرة، من جهة، وسعي موسكو وطهران للمضي في مسار التقارب بين دمشق وأنقرة من جهة أخرى، حاول المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون في الشهرين الفائتين، استثمار تلك التطورات في تثبيت حلّ للأزمة السوري وفق مبادرته “خطوة مقابل خطوة”، ولا سيما بعد استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
وفي هذا السياق، أجرى سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع المسؤولين في روسيا وإيران والسعودية ومصر والأردن، وعددٍ من الدول الأوروبية، بهدف تحريك المسار الأممي، تعبيراً عن تفاؤله بحلحلة المشهد السوري، غير أنّ الاتّحاد الأوروبي أكد أنّ تطبيع العلاقات مع سوريا من دون إحراز تقدم في العملية السياسية ليس خياراً مطروحاً له، في وقتٍ تصرّ فيه الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا على تطبيق القرار الأممي 2254 وفق رؤيتهم حصراً.
كما صوّت البرلمان الأوروبي منذ أيام قليلة بأغلبية ساحقة على قرار يدعم إبقاء اللاجئين في لبنان، في الوقت الذي يشدد فيه اللبنانيون على ضرورة عودتهم إلى بلادهم وأن وجودهم يشكل عبئاً اقتصادياً على بلادهم.
أثر برس