أثر برس

يقدم خدماته مجاناً.. جامعة حلب وبمنحة إيطالية تفتتح مخبراً لتصميم وتصنيع الأطراف الاصطناعية

by Athr Press B

خاص|| أثر يأمل فيصل الذي فقد كف يده اليسرى خلال الحرب السورية بأن يتم تركيب طرف صناعي له، وخلال زيارته لمخبر مركز تصميم وتصنيع الأطراف الاصطناعية في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية الذي أحدثته جامعة حلب ضمن مختبر الأنظمة الروبوتية الذكية، جدد فيصل في حديثه لـ”أثر برس” مثله مثل عدد كبير من الذين فقدوا أطرافاً نتيجة الحرب، أمله أن يسهم العلم والتطور التكنولوجي في تعويضه عن فقده وأن يعود لممارسة حياته الطبيعية قدر الإمكان.

ويقدم المركز الذي افتتحته جامعة حلب بمنحة من جمعية AMAR الإيطالية المتخصصة، كافة التجهيزات التقنية اللازمة لهذا المركز حتى يقدم خدماته للسوريين المحتاجين بشكلٍ مجاني.

المهندسة في قسم الميكاترونيكس في الكلية ملك صلوح أوضحت لـ “أثر برس” أن المخبر الذي سيصنّع أطرافاً علوية وسفلية للمبتورين يضم طابعتين وسكانر، حيث يقوم السكانر بمسح ثلاثي الأبعاد للطرف الثاني في حال كان موجود ويؤخذ المسح إلى برنامج معايرة ليتم أخذ المقاسات فيه والأهم الطول والعرض للطرف وبعدها يتم تحويله لبرنامج تعديل الأطوال وتحويل ملف “G- COD” وملف تحديد الحركة لملف الدلتا، مضيفة أن الروبوت يتحرك على ثلاثة محاور XYZ والحركة يعطيها ملف تهيئة الطباعة.

وأضافت صلوح أن الطابعة الصغيرة مخصصة لطباعة القطع الصغيرة ويتم تلقينها عن طريق كرت ذاكرة SD وهي قياس 20*40 بينما الآلة الكبيرة التي تطبع القطع الأكبر يتم تلقينها عبر مأخذ USB وهي قياس 40*70 والاختلاف بينهما بنوعية المواد التي تتعامل معها كل آلة بين أكثر ليونة وأقل ليونة ودرجة الليونة لكل مادة ونوع المادة، فمثلاً القدم لا يتم الاعتماد على مادة فيها خشنة بينما اليد تحتاج إلى خشونة لعدم حدوث انزلاق عند الإمساك بشيء ما، مشيرة إلى أنه تتم مراقبة الطباعة لعدم حدوث سماكة أو فراغ بين الطبقات بما يمنع الالتصاق، لافتة إلى أنه توجد عمليات طباعة تستغرق أوقات طويلة ما بين 12 – 14 ساعة.

وأكدت صلوح أن الطابعات تعتبر من أحدث أنواع الطابعات عالمياً، وتقوم بطبع أجزاء الطرف ويتم تجميعها يدوياً إلا أن الأهم في العملية هو التصميم الصحيح للطرف حتى يكون التركيب صحيح، كاشفة أن المواد الأولية للتصنيع متوفرة وموجودة في مستودع الكلية حيث يوجد 4 أنواع، نوعين لكل طابعة وبدرجات ليونة مختلفة بحسب القطعة المراد تصنيعها.

وأشارت صلوح إلى أهمية المشروع كونه يساعد من فقد طرفاً أو كلا الطرفين موضحة أنه يوجد 3 درجات للحركة ويتم التركيب على المفصل الموجود سواء المعصم أو الكوع أو الكتف والحركة تتحدد بحركة المعصم، كاشفة أن المرحلة القادمة تتضمن نفس الجهاز وتلبيسه بالجلد ومن ثم يتم توصيل “الكترودات” على العضلات ليتحرك الطرف أو جزء منه وفق الأمر العضلي، مؤكدة أن الجمعية الإيطالية وعدت بتزويد المخبر بهذه المعدات خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى كل ما يتعلق به من برمجيات.

ولفتت صلوح إلى أنها تلقت تدريباً في إيطاليا مع زميلة لها لمدة 5 أسابيع على تقنيات الطباعة والتعرف على مراكز التصميم والمعالجة الفيزيائية والطبية.

واعتبر رئيس جامعة حلب الدكتور ماهر كرمان في حديثه لـ “أثر برس” أن الجامعة بحاجة لهذه التقنية كون طلبة وخريجو الكلية صنعوا عدة مشاريع بديل للطرف الصناعي وأن الكلية كانت تفتقر كانت بحاجة إلى تقنية لتصنيع الطرف، مؤكداً على أهمية مساعدة الجمعية الإيطالية بهذا المجال، مضيفاً: “فتحنا باب تطوير هذا التخصص التقني ومساعدة لمصابي الحرب الذين فقدوا أطرافهم سنطور المشروع لاحقاً بتطوير الأفكار والأطراف التي سيتم تصنيعها”.

وكان مجلس جامعة حلب قد أنشأ في حزيران من عام 2020 مختبر للأنظمة الروبوتية الذكية يتبع لقسم هندسة الميكاترونيكس في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية، ومنذ ذلك الحين يجري التواصل مع الجمعية الإيطالية المذكورة لتأمين متطلبات إحداث مركز لتصميم وتصنيع الأطراف الاصطناعية بجودة عالية.

حسن العجيلي – حلب

اقرأ أيضاً